أغلق البريد المركزي أبوابه وفقا للآجال التي ضبطتها الجهة الوصية قصد تجسيد مشروع تهيئة وترميم هذا الهيكل الأثري. وبهذه الخطوة الإيجابية سيرى النور أخيرا هذا المشروع بعد تعثره لمدة طويلة وظل محصورا لعدم جدوى المناقصة وغياب المؤسسة المؤهلة التي تتكفل بالعملية. وحسب المدير الولائي لبريد الجزائر فإن انطلاق الأشغال ستكون بشكل رسمي نهاية الأسبوع الجاري وهذا بفضل مساعدة المدير العام الحالي لذات الجهة الذي إعتبر المشروع من أولويات القطاع الواحب تطبيقها في اطار التغييرات الإيجابية التي استفاد منها هذا الأخير. وحسب البطاقة التقنية للمشروع فإن الأشغال ستدوم 18 شهرا لتمس جميع النقاط المحددة في دفتر الشروط ، وهذا من زاوية أن البناية تعد معلما مصنفا وتحتاج لعناية خاصة لإعادة الإعتبار لها وفق المقاييس المعمول بها في مجال ترميم الهياكل التاريخية حفاظا على هذا الإرث الذي يعكس حقبة زمنية خلت تظم مراحل عديدة عاشتها المنطقة. وحفاظا على نفس وتيرة العمل فقد تم فتح بالمقابل مكتب جديد مجهز بمختلف الوسائل التي تحتاجها الفرق العاملة والمتواجدة بشارع 20 أوت حيث يتكفل المكتب بالعمليات الخاصة بالحوالات وبيع الطوابع البريدية، تحصيل مستحقات الهاتف الثابت، المعاشات وكذا العمليات التي ترتبط بالخدمات المقدمة للصندوق الوطني للتوفير والإحتياط «وويسترن بونيون» من جهة أخرى فقد خولت المؤسسة المهام المتبقية للمكاتب الخمسة الأخرى التابعة لها من بينها مكتب لسيدي البشير المجاهد بميرامار، الإمام الهواري، والصديقية، ميلنيوم حيث ستعمل بنظام التناوب وهذا بداية من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية السادسة مساء. ومن أجل تقديم خدمات في المستوى المطلوب لزبائن بريد الجزائر فقد باشرت المؤسسة الوصية في توزيع أعوانها عبر مكاتبها المذكورة التي ستعمل على تطبيق كل التعلميات المخولة لها طيلة فترة الأشغال. ولفرض آجال قانونية على المؤسسة المشرفة على الأشغال فإن كل تأخير تقع فيه هذه الأخيرة ومن شأنه أن يعطل عملية التسليم سيكلفها غرامة مالية تدفعها عن كل يوم تأخير ومنه التكثيف من الجهود والإسراع في وتيرة الأشغال. جاء هذا منذ قرابة 7 سنوات على تسجيل المشروع دون أن ينطلق بشكل رسمي لأسباب أرجعتها المؤسسة لعدم جدوى المناقصة وبعد زيارة الوزير في فيفري 2011 فقد وجه تعلميات صارمة للمعنيين بالأمر والتعجيل بتطبيق البرنامج إلى أن رست العملية على مؤسسة جزائرية لها كل الخبرة الكافية والمؤهلات الخاصة للشروع في مثل هذه العمليات.