تعرف أمس الجمهور الجزائري على بعض الوجوه الجديدة للمنتخب الوطني المشارك في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا وذلك من خلال المقابلة الودية الأولى تحضيرا للحدث العالمي والذي جرى بملعب دوبلن أمام المنتخب الإرلندي. وكما كان متوقعا فقد صنع أنصار الخضر الذين إكتظت بهم مدرجات الملعب لوحات فنية رائعة بالأعلام الوطنية وبالهتافات "وان ، تو، ثري" الذي دوت سكون مدينة دوبلن. وبما أن لعنة الإصابات ما زالت تطارد المنتخب الجزائري منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا فإن تشكيلة أمس كانت منقوصة من عدة ركائز أساسية أبرزها صخرة الدفاع مجيد بوڤرة وقاهر الفراعنة عنتر يحيى ولاعب بورسموث حسان يبدة بالإضافة إلى المدافع الجديد كارل مجاني دون نسيان القلب النابض لمحاربي الصحراء كريم مطمور بالإضافة إلى الغائب الأكبر الفنان مراد مڤني الذي قضت الإصابة على حلمه في المشاركة في المونديال. هذه النقائص أجبرت الناخب الوطني رابح سعدان في إيجاد تشكيلة حاول قدر الإمكان أن يجعلها متجانسة بالرغم من أنه أشرك بعض العناصر في مواقع تكتيكية لم يلعبوا فيها من قبل. وكانت التشكيلة الأساسية كالآتي في حراسة المرمى شاوشي وفي الدفاع على الأجنحة الوجهان الجديدان ڤديورة كمدافع أيمن ومصباح لاعب ليتشي الإيطالي على الرواق الأيسر وفي الدفاع كل من حليش وحبيب بلعيد، كما إعتمد سعدان في وسط الميدان على مهدي لحسن ومنصوري كلاعبي إرتكاز يتقدمهم نذير بلحاج وكريم زياني ، هذان الأخيران كان دورهما تقديم الكرات للمهاجمين غزال وجبور. في حين فإن منتخب إرلندا بقيادة المدرب المحنك الإيطالي تراباتوني فقد لعبوا بذات التشكيلة التي واجهت في الأيام القليلة الماضية منتخب البرغواي وفازت عليه بهدفين لهدف والتي هي عبارة عن مزيج من الخبرة والتشبيب على غرار المهاجم ديف لاعب فولهام هذا الفريق الذي نشط نهائي كأس أوروبا ضد أتلتيكو مدريد وهو لاعب يتمتع بخبرة كبيرة وقد صنع أمجاد فريق تشلسي اللندني بالإضافة إلى لاعبين آخرين كروبي كين مهاجم سلتيك والمدافع الصلب أوشي الذي ينشط في صفوف مانشستر يونايتد. انطلق الشوط الأول على أرضية جيّدة مخصصة لكرة الريقبي والفروسية وعلى مدرجات تتسع ل 18 ألف متفرج. ومنذ الدقيقة الثانية أنذر ديف دفاع الجزائر وخلق صعوبة كبيرة للوجه الجديد ڤديورة الذي لعب في منصب غير متعوّد عليه تماما لكن شاوشي كانت خرجاته الأولى رائعة تكافؤ في اللعب وصراعات ثنائية بإندفاع بدني قوي من الجانبين وهو إختبار جيد ويكشف ماذا ينتظر محاربي الصحراء في المونديال وخاصة أمام إنجلترا. أول محاولة للخضر كانت بعد مرور ربع ساعة ڤديورة يمرر في العمق لجبور هذا الأخير لم يحسن إستغلالها والملاحظ أن خلل كبير ظهر في الصفوف الثلاثة للمنتخب الجزائري خاصة في وسط الميدان ظهر غياب صانع لعب حقيقي في المنتخب يربط بين وسط الميدان والهجوم فمهدي لحسن ومنصوري إقتنعا فقط بالدور الدفاعي وبلحاج لم يحسن إستغلال منصبه التكتيكي الجديد كما أن زياني ظهر جليا أن الأشهر الأخيرة في فريق فولسفبورغ أين لم يشارك إلا دقائق قليلة أثرت سلبا وبشكل كبير على لياقته البدنية إلى درجة أنه فقد الكثير من فنياته وتحركاته وحتى دقة تمريراته في الهجوم وكما قال المحللون والخبراء من قبل لم يتم إصلاح الخلل وبقي العقم فجبور كان ظل نفسه فوق الملعب ولم يقدم أي شيء إلى أن تم تغييره في الدقيقة 57 ودخل مكانه صايفي أما غزال فبقي وفيا لعادته لياقة بدنية عالية تحرك في كل مكان لكن دون فائدة. وبعد أن ضيعت إيرلندا أكثر من هدف جاء وقت التجسيد في الدقيقة 30 عن طريق بول ڤرين بسبب سوء تفاهم بين حليش وبلعيد هذا الأخير جيّد في الكرات العالية نظرا لقامته الطويلة لكن في الكرات الأرضية عليه عدة ملاحظات سلبية ومنذ هذا الهدف لم يسجل أي رد فعل للخضر مجرد أداء عشوائي وإختلال واضح بين الخطوط الثلاثة قد يكون ذلك راجع إلى عدم وجود التنسيق بين اللاعبين. في المرحلة الثانية فاجأ روبي كين الجميع وأضاف الهدف الثاني بعد أن قام داف بتجاوز ڤديورة بسهولة رفع الكرة، شاوشي لم يحسن صدها وكين يستغل الخطأ، رد الفعل كان بفضل زياني في الدقيقة 54 بقذفة قوية من بعد 25 متر تصدى لها الحارس ببراعة. وبالإضافة إلى دخول صايفي قام سعدان بإقحام الوجوه الجديدة الأخرى للحارس مبولحي ووسطي الميدان قادير وبودبوز بدلا لبلحاج ومنصوري وذلك بعد الخلل الكبير الذي ظهر في وسط ميدان الخضر. بودبوز ومنذ اللمسة الأولى ظهر أنه يتمتع بإمكانيات كبيرة في صناعة اللعب والتخلص من المدافعين بمهارات فنية. لكن الأكيد أن الجزائر ستعاني كثيرا في الهجوم فلا غزال ولا صايفي ولا جبور بإمكانهم خلق صعوبات لمدافعي المنتخبات المنافسة ويبقى السؤال الموجه للشيخ سعدان ما فائدة الذهاب إلى كأس العالم ب 6 مدافعين محوريين و3 مهاجمين. الربع ساعة الأخير شهدنا إنتعاشا في وسط الميدان وتمريرات قصيرة دقيقة من زياني ، بودبوز وقادير بالإضافة إلى عبدون الذي دخل مكان غزال الذي بقي على حاله. في الدقيقة 83 وبعد إنتعاش كبير في الأداء ڤديورة برأسية قوية تصطدم كرته بالعارضة الجمهور الجزائري الحاضر تفاعل مع اللقطة لكن سرعان ما سكت لأن روبي كين أضاف الهدف الثالث إثر ضربة جزاء، سعدان في اللحظات الأخير ظهر حزينا ومندهشا ويبدو أنه أدرك أن مقابلة واحدة أخرى أمام الإمارات غير كافية وكنا بحاجة إلى عدة مقابلات ودية قبل العرس العالمي. وكالعادة إذا أردنا أن نقدم علامة تنقيط فإن العلامة الكاملة للجمهور الجزائري الذي ناصر فريقه بتحضر كبير وصفق رغم أن النتيجة كانت ثقيلة.