سقط عشرات المصابين في الاحتجاجات التي اندلعت يوم الأحد في الكويت في مواجهة الحكومة والتي وصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ هذه الدولة الغنية بالنفط. وقال مصدر طبي مشترطا عدم ذكر هويته إن المستشفى الأميري استقبل وحده 29 مصابا جراء المظاهرات. ووصف المصدر اصابة هؤلاء بأنها "خفيفة" ونتج معظمها عن استنشاق الغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات والدروع التي يستخدمها رجال الأمن. والمستشفى الأميري هو واحد من أكثر من مستشفى كانت تنقل إليه سيارات الاسعاف المصابين في المظاهرات. وقدرت مصادر في المعارضة أعداد المتظاهرين يوم الاحد بما يزيد عن خمسين ألفا وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الكويت التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة منهم مليون ومئة ألف من المواطنين. ورغم أن الكويت قد نجت من موجات الربيع العربي إلا أن التوتر هيمن على العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة منذ شهور وتزايدت حدته خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اصدار مرسوم أميري بتعديل نظام الدوائر الانتخابية التي ستجري طبقا لها الانتخابات المقبلة. واعتبرت المعارضة في بيان أصدرته يوم السبت الماضي عقب اجتماعها في ديوان رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون وهو أحد أقطاب المعارضة أن محاولة السلطة تعديل الدوائر الانتخابية "انقلابا جديدا على الدستور." ودعت الشعب الكويتي لمقاطعة الانتخابات والتظاهر السلمي. وتقول شخصيات معارضة إن الحكومة تريد أن تتجنب تكرار تجربة انتخابات فبراير شباط الماضي والتي أسفرت عن فوز غالبية معارضة في البرلمان قبل أن تقضي المحكمة الدستورية بحله وإعادة برلمان 2009 الموالي للحكومة لأسباب إجرائية اجرائية.