تطرق أساتذة وباحثون خلال اليوم الدراسي الذي إحتضنه المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الإجتماعية والثقافية الى الذكرى المئوية ال 17 لطرد سكان الأندلس "المورسيك" وحاول الحاضرون خلال هذا اللقاء رفع الغموض عن التاريخ الذي دونه الأجانب الإسبان والذي غالبا ما يحمل في طياته بعض السلبيات. وفي هذا الصدد أكد الأستاذ "أبي عياد أحمد" باحث ومتخصص في اللغة الإسبانية أن هذا الملتقى كان مقررا تنظيمه السنة المنصرمة إلا أنه ولأسباب خارجة عن نطاقه تم تأجيله لتنطلق فعالياته في ال27 من الشهر الحالي وهذا بهدف الإطلاع على الكتب والوثائق التاريخية التي تعكس حقبة إستعمارية خلت بسلبياتها وإيجابياتها، حيث تسعى هيئته لتجديد كل المحاور والنقاط التي يعتمد عليها المؤرخ في مشواره خاصة أن أغلب الباحثين حذوا حذو المؤرخين الفرنسيين وهو ما دفعنا الى التخصص في هذا المجال ورفع الستار عن مرحلة خلت. الذكرى المئوية ال 17 لطرد المسلمين من الإسبان تعود الى سنة 1609 حيث غادر أكثر من 200 ألف ساكن هذه الأراضي متجهين نحو فاس، تلمسان، الجزائر العاصمة ومستغانم ووهران واندمجوا في المجتمع المغاربي. وبما أن هذه الفئة كانت لها خبرة كبيرة في ميادين عديدة كالفلاحة وغيرها فقد إستطاعت أن تقدم الكثير للمغرب العربي إلا أنها لم تهتم كثيرا بالكتابة وتدوين التاريخ في كتب خاصة وهو ما إستغله الإسبان لتحريف التاريخ وفق ما يتماشى مع مصالحهم ومنه أصرح من الضروري التطرق الى المرحلة التاريخية الحاسمة بداية من القرن 16 الى غاية القرن ال 19 وبأسس علمية دقيقة تعكس أهم المحطات التي مرت بها هذه الفئة والتغييرات التي طرأت على بلدان المغرب العربي بموجب إحتكاكهم "بالمورسيك".