قرية بني زرارة التابعة لبلدية عشعاشة والبالغ تعداد سكانها 2030 نسمة هي من بين مناطق الظهرة التي قدمت النفس والنفيس ابان الثورة التحريرية نظرا لموقعها المعروف بتضاريسه الوعرة وقد عانت بني زرارة على غرار كامل منطقة عشعاشة كثيرا إبان سنوات الجمر التي خلفت مآسي جمة بالمنطقة وهاهي اليوم تلقى الاهتمام من طرف السلطات المحلية التي أخذت بعين الاعتبار مشاكل واهتمامات السكان الذين رفعوا انشغالاتهم مرات عديدة الى السلطات الولائية طالبين رفع الغبن عنهم وادراج القرية في برنامج المخطط الخماسي الثالث 2013/2010 وأهم مشكل كان مطروحا وشكل المتاعب للسكان هو الطرق التي كانت منعدمة وذلك ما نتج عنه مشاكل اخرى للمواطنين في تنقلاتهم الى عشعاشة والبلديات والمدن الاخرى وقد استبشر السكان خيرا بمشروع الطريق الذي استفادت منه قرية بني زرارة والذي يربط القرية بالطريق الولائي ودوار البلالدة وذلك على مسافة 9كلم ولتغطية تكاليف الانجاز رصدت المصالح المعنية ما يزيد عن ملياري (2) سنتيم وسيتم مستقبلا تمديد الطريق المزمع انجازه لربطه بالطريق الوطني رقم 11 المارّ بساحل البحر والرابط ما بين مستغانم والجزائر العاصمة. وقد ارتاح السكان مادامت الطريق بالنسبة اليهم مفتاحا لحل جميع المشاكل الاخرى فضلا عن تزويدهم بمياه الشرب في إطار البرنامج الخاص بمنطقة الظهرة بعد تشغيل سد وادي كراميس. - غياب متوسطة وخلال زيارتنا لمنطقة بني زرارة لفت انتباهنا حرص الفلاحين على خدمة الأرض رغم الإمكانيات القليلة في انتظار تسهيلات الدولة وتوسيع استغلال مياه سد وادي كراميس في مجال السقي الفلاحي خاصة وان بني زرارة مشهورة بانتاج الطماطم والبقول الجافة كما أن أغلبية السكان يعتمدون في معيشتهم على الفلاحة وتربية المواشي والقليل منهم يحترفون الأعمال الحرة في غياب الوحدات الصناعية بدائرة عشعاشة باستثناء المدرسة الابتدائية التي يدرس بها ما يزيد عن 300 تلميذ وتلميذة فلا وجود لمتوسطة بل المنتقلين من الابتدائية الى المتوسط يلتحقون بمتوسطات عشعاشة والبلديات المجاورة وعندما ذهبنا لشباب المنطقة ادركنا من خلال حديثهم مدى معاناة أولئك الشباب الذين هم بدون عمل وكل ما يطلبونه هو الحصول على الاستقرار الإجتماعي والسكن والعمل، ونتيجة للوضع المتردي فان الكثير هاجر المنطقة نحو وجهة اخرى سواء الى وهران او الى مستغانم بل منهم من هو موجود بالضفة الاخرى منذ سنوات ويأمل أن يأتي الى بلدته للعيش فيها في الوقت الذي تحركت فيها عجلة التنمية لتشمل تحقيق كل مصادر العيش الكريم حسب المشاريع التي تبرمجها السلطات المحلية لمنطقة عشعاشة وبالاخص قرية بني زرارة التي تعد أكبر قرية من ناحية السكان والأراضي الفلاحية ويوجد فيها مستقبل المنطقة لو يتم استغلال كل الأراضي وتشجيع الموالين على توسيع تربية الأغنام والابقار وتربية النحل وغرس الاشجار المثمرة كالزيتون واللوز واشجار الفواكه الاخرى. وبعد ساعات قضيناها وسط سكان يتميزون بالسخاء والنية الصافية وكرم الضيافة غادرنا المنطقة ونحن نتأمل تلك المناظر الطبيعية والجبال والوهاد التي تحيط بقرية بني زرارة وغيرها من دواوير وقرى عشعاشة التي زادها منظر البحر الأبيض المتوسط المطل عليها والذي يتطلب استغلاله بانجاز ميناء للصيد البحري ولم لا ميناء تجاري صغير تصدر منه مستقبلا المنتوجات الفلاحية نحو أوروبا أو غيرها مثلما كان يشهده ميناء بينار ببلدية خضراء في سنوات الخمسينيات والستينيات وهو اليوم مجرد بقايا واثار واطلال تنتظر من يعيد بعثها من جديد في مجال الاستثمار الاقتصادي.