وصلت أمس على الساعة الرابعة صباحا بعثة المنتخب الوطني الجزائري إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة بعد رحلة ماراطونية عبر طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية قادمة من دوربان بجنوب إفريقيا وقد كان في إستقبال رفاق زياني كريم وفد رسمي يتقدمه وزير الشباب والرياضة جيار ووزير الإعلام والاتصال ناصر مهل وعدة إطارات سامية في الدولة. وبالرغم من أن الرحلة الجوية شهدت تأخرا كبيرا حيث كان من المقرر أن تصل طائرة المنتخب إلى الجزائر العاصمة ليلة الجمعة على الساعة العاشرة والنصف ومع ذلك فإن هذا التأخر لم يثن من عزيمة العشرات من الأنصار أو المئات من تحدي السهر والارهاق وطول الإنتظار في سبيل إستقبال وتحية زملاء الحارس العملاق وهاب رايس مبولحي. فكم كان الإستقبال جميلا في لوحة فنية جميلة صنعتها عدة شرائح من المجتمع أطفال نساء، رجال وشيوخ أبوا إلا أن يكونوا ضمن الوفد الجماهيري الكبير الذي قدم خصيصا لإلقاء تحية الشكر والعرفان للاعبي منتخبنا الوطني بعد الآداء المشرف الذي قدموه في بلاد "بافانا بافانا" "وان، تو ثري" دارت حالة في المطار لكنها لن تنسينا العيوب التي عانا منها محاربو الصحراء في جنوب إفريقيا خاصة في الخط الهجومي فبالرغم من الآداء المشرف إلا أننا المنتخب الوحيد الذي خرج من المونديال ولم يسجل ولا هدف (رفقة الهندوراس) ليدوم الصيام لأكثر من 24 سنة فكتيبة سعدان في 1986 بمكسيكو سجلت هدفا واحدا بامضاء شخصي من زيدان واليوم خرجت بخفي حنين اللهم إلا نقطة أمام الإنجليز حفظنا بها ماء الوجه. لن ينسينا الوجه المشرف للخضر أن المنتخب تأثر ولو نسبيا ببعض التمرد من قبل عناصر اعتقدت أن التشكيلة الأساسية ملكية خاصة ولا يمكن التنازل عنها "نلعب وإلا نحرم" ومثل هذه التصرفات الصبيانية لابد من ضربها بيد من حديد حتى لا تتكرر في قادم المنافسات. لن ينسينا الآداء الراقي الذي قدمه مبولحي وبفضله كسبت الجزائر حارسا عملاقا في العشر سنوات المقبلة ما تسرب من معلومات من أن أحد من يسمون أنفسهم بكوادر المنتخب دخل اللقاء عنوة وبقوة وبدون رضا المدرب مكان لاعب آخر أحسن منه لياقة وأكثر شبابا وأكثر خطورة، مثل هذه التصرفات لا تشرف لا المنتخب ولا الكرة الجزائرية عموما. الجزائر كان بإمكانها الذهاب بعيدا في هذا المونديال لو سير المنتخب بأكثر إحترافية وبدون عاطفة وبدون لغة "السوسيال" فما كان بالإمكان أحسن مما كان. وفي سياق آخر وبخصوص الأنصار المتواجدين بجنوب إفريقيا فمعلوم أن الرحلات تم ضبطها بتواريخ محددة فهناك من عاد الخميس أو الجمعة أو الأيام اللاحقة إلا أنه وبسبب غلاء المعيشة وصعوبة إقتناء الغذاء والشراب وضمان المبيت فإن الكثير من أنصارنا وبالرغم من أن رحلاتهم كانت مبرمجة من قبل بيوم السبت أو الأحد أو الإثنين إلا أنهم فضلوا مغادرة جنوب إفريقيا مباشرة بعد إقصاء المنتخب الوطني يوم الأربعاء أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية مما خلق فوضى بمطارات جنوب إفريقيا لكن الأكيد أن الجميع سيعود في رحلات متتابعة.