* تزاوج الشعر والفلسفة من منظور تقابل المختلف كان فضاء المكتبة الجهوية مساء يوم الخميس الفارط، في إطار النّشاطات الثقافية التي تنظمها دار الثقافة لولاية وهران، وفي ظل سلسلة برامج «البيع بالتوقيع».. للإصدارات الجديدة، فرصة جديدة للحصول على باكورة الباحثة النّاقدة وفاء مناصري بوسم «الشّعر والتّمثيل.. أحمد مطر إنموذجا» ..، طبع ونشر وتوزيع «دار القدس العربي» لعام 2013م، ويحتوي الكتاب المذكور على (197 صفحة) ويضم (3) فصول محورية تخّص.. الأسس الفلسفية والنّقدية للتمثيل في الشعر،.. والتمثيل في الخطاب الشعري المعاصر.. والتمثيل عبر المفارقات في الخطاب الشعري لدى أحمد مطر،الذي تألق بالرفض.. وتعلق بالمنفى. * حقل الإبداع.. وجهر البناء تشير الباحثة بأنّ «التمثيل هو حقل الإبداع، وأوسُّ التركيب، وجوهر البناء المؤسس لهوية الشعر، إذ يستحيل الفصل بينهما، لأن التمثيل منتج للغة والمفارقات، وهو سيرورة تنهض على إنفتاح وإطلاق لا يكبح فاعليته إلا ضمن ما تؤديه اللغة، ومن تم فهو يتعاضد مع تخوم اللغة، لكونه يتقارب مع هذا الإطلاق الذي تنزع اليه اللغة في تشوفها إلى بلاغة يتوخاها ضمن التركيب الشعري المعاصر» ..، إنها إضاءة إفتتاحية إرسالية، ونقطة إنطلاق لمحاور نصيّة.. وأخرى نقدية، وثالثة إكتشافية توصيلية (لم لا ؟!) وعالم الإبداع أصبح يبحث عن فعالية الحضور للجمهور المربط بصلة قلمية متجدّدة، تجدد الفصول بلا قيود سابقة.. ولاخطوط حمراء لاحقة، وتختتم الباحثة مسارها على الشكل التساؤلي التالي :(«.. وفي الأخير ننتهي إلى تساؤل آخر، نأمل أن يكون موضع البحث والإهتمام وهو: إلى أيّ مدى تتأتى للتمثيل مكنة إستيعاب تجربة الإختلاف في الخطاب الشعري المعاصر، الذي ينهض على شعرية الإبهام المغلق..؟»). * تساؤلات تبحث عن أجوبة المتتبع لفصول وفروع الكتاب يتبين له جليا بأن (وفاء مناصري) تسعى لتفعيل محوري الإرسال - و- التلقي..، حيث يتحوّل (المؤلف) من حين لآخر إلى (مستقبل) لتكسير الحاجز المرسوم والمانع لسلطة تبادل المواقع وتعدّد الرؤى. * فريق «فكرة القلم».. وأنصار التعبير وكما هو معلوم فإنّ مسار (هزّ الأكتاف والأرداف) له أنصاره وجمهوره الكبير أما مسار (هزّ النفوس والرؤوس) فجمهوره قليل أبدا«فأين يكمن الخلل؟! في الإشهار..، أم في التقدير..، أم في المردود المالي؟، كما أن كل (دار نشر) عليها أن تعطي أهمية خاصة (للمراجعة.. وفعل التصحيح) حتى تلغى الأخطاء المطبعية، وتعمّق فعاليات الترابط بين (النّاشر.. والمؤلف.. والقارئ) إنها ثلاثية تبحث عن إعادة الإعتبار لكل طرف يظل معتبرا بلا تهوين ولا تهويل، لأن العديد من الإصدارات تحتاج إلى مراجعة. اللقاء المسائي الخميسي كان بعناصر قليلة، أي عبارة عن «فريق فكرة القلم» في ملعب الحوار،والذي هو الإستثناء النوعي المستقل عن «فريق كرة القدم» المتمتع بجمهور غفير ودعم وفير. لكن (قلة الحضور) عوضت بالتّدخلات المتنوعة فكان التوازن، وتقلص مدّ الملل وجزر السكوت. والمؤلفة وفاء مناصير أستاذة بالثانوية الجديدة عمّي موسى (غليزان) ومشاركة في جامعة غليزان، متحصلة على شهادة الماجستير بتقدير (مشرف جدا) سنة 2011 ومتموقعة بخانة سنة أولى (دكتوراه)، ومهتمة بالشعر الحداثي خاصة الثنائي المتميز أحمد مطر وأدونيس ولأعطاء فعالية الحضور لكتابها المذكور عمدت وفاء إلى الإستناد إلى مصادر، ومراجع بلغة الضاد ولغة فولتير لأن التفاعل يتعدد ويتجدد بين الأقلام العربية، والأقلام الأجنبية رغم اختلاف المرجعيات وإذا كان التكامل بين أحدم فؤاد نجم، والشيخ أمام (بالشعر والأداء) عبر التعبير بالعامية فإنّه في المقابل كان التكامل بين أحمد مطر، وناجي العلي (بالقلم والريشة) رغم اختلاف الموقع وأداة التعبير.