اقتربت جريدة الجمهورية من السيد (أ. خ)، أحد المدمنين على المخدرات، حيث لم يتوان في فتح صدره لإطلاق صرخة وتحذير كل من لا يزال يعتقد أن المخدرات هي الحل في فك معضلات مشاكله. * ممكن أن تعرّف بنفسك للقراء الكرام ؟ - (أ) من مواليد 1988 بمدينة مستغانم، متحصل على شهادة الليسانس في الآداب، موظف بإحدى المؤسسات الحكومية، متزوج ولي 3 أبناء. * هل تحدثنا عن بدايتك مع المخدرات ؟ - كان سني آنذاك لا يتعدى العقد الثاني ، كنت أقطن في حي شعبي ، بدأت قصتي مع المخدرات عندما طلبت من أحد أصدقائي الذي كان "يتحشش"، السماح لي كما يقال بأخذ "حيدة واحدة" ثم ثانية فثالثة، وهكذا أصبحت أحبذ الجلوس معه ، طمعا في أن يمنحني في كل مرة "شربة حشيش"، وفي إحدى الأيام طلب مني شراء قطعة " نصيف " واستهلاكها بكل راحة ، في البداية مشواري مع الحشيش كان هو الرابط بيني وبين الباعة "القصاصة"، ومع مر الأيام بدأت في الإنزلاق نحو الهاوية دون الشعور بذلك . * إذن أصبحت مدمن ؟ - ليس بالسرعة التي تتوقعها ، كنت لا زلت في بداية مرحلة الإدمان وكان بإمكاني الخروج من الدائرة التي بدأت تنغلق عليّ، لكني فضلت السكون إلى هذا المنحى إلى درجة أنني سخرت جزءًا من أجرتي لشراء المخدرات، وبدا الأمر طبيعي، وهكذا بدأت طبائعي تتغير. * بدأت طبائعك تتغير كيف ذلك ؟ - مثلا، بات يصعب عليّ عدم تعاطي المخدرات يوميا، حيث أصبحت "أتكيف" سيجارتين على الأقل في اليوم الواحد، خاصة في الفترة المسائية، من جهة أخرى بات الخوف ينتابني من عدم وجود "الشيرا" في السوق، ولم أصبح مدمنا إلا بعد مرور سنوات وأنا أتعاطى المخدرات دون انقطاع، لا يمكنني مثلا اليوم العيش دون تعاطيها ، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن أكون في أرقى قواي العقلية والجسدية دون إدخال هذه السموم في جسدي وعروقي ودمي. * وهل لتعاطي المخدرات انعكاسات سلبية على حياتك وصحتك ؟ - نعم، العوامل السلبية كثيرة، منها مثلا أن أشعر بطعم مر في فمي كل صباح ، يصعب عليا النهوض من النوم، أصبحت قليل الكلام، أخاف وأشك في كل شيئ، بكلمة، صنعت المخدرات لي، عالم خاص أعيش فيه ولا يفهمه أحد إلا أنا . * ألا تفكر مثلا دخول يوما ما مستشفى مستغانم الخاص بالمدمنين حتى تتخلص من هذه السموم ؟ - والله، أنا اليوم لا أفكر في هذا المسعى، لأنني متقدم نوعا ما في الإدمان على المخدرات، ولا زلت متردد في الذهاب إلى هذا المشفى، خوفا من عدم نجاح العملية والسقوط مجددا في الإدمان، وإن حصل هذا فسوف يكون خطير على حياتي، هذا ما أعتقده، لأنني في هذه الحالة سأعوض كل ما لم استهلكه وفي لحظة وجيزة ، هل فهمت ما أقصده ؟ * إلى هذه الدرجة أنت خائف أن تلتحق بهذا المشفى ؟ - وأكثر مما تتصور، لا يمكنك تصور درجة الخوف والرعب الذي بات ينتابني ولأتفه الأشياء ، دعني أصارحك، أصبحت جبانا وغير قادر على رد المظالم التي أتعرض لها سواء في عملي أو حتى في وسط عائلتي، بين أسرتي مثلا، أصبحت عاجز على تسيير شؤون العائلة، وسلمت كل مهامي إلى زوجتي التي أصبحت تحمل عبء كل العائلة، والله لا يمكنك تصور الحالة التي أنا اليوم أمر بها بسبب مواصلة استهلاكي هذه السموم. * وهل ستبقى على هذه الحالة وإلى متى ؟ - إلى أن " يفرج الله "، ربما، أقول ربما سأقرر يوما ما وضع حد لتناولي هذه المخدرات ، لكن الأمرصعب ، صدقني، عندها سأخرج من الحالة الصعبة التي أنا فيها، أنا اليوم أشعر بأنني أسير وفريسة سهلة لتجار المخدرات الذين يعلمون أن مثلي أي المدمنين كثر، لذا سيواصلون إغراق السوق بهذه السموم "الكيف، المهلوسات..." لأن الطلب موجود وكبير. * كلمة أخيرة : - أناشد الشباب الإبتعاد عن هذا النهج الخطير على حياتهم ومستقبلهم، فلا يقتربوا منه ويلتفتوا إلى ما هو صالح لهم ، أنا مثل سيء ولا أريد أن يقتدوا بي، فالعمر قصير، عليهم أن لا يضيعوه في التفهات التي لا تغني ولا تشبع من جوع.