استمتع الجمهور الوهراني أمس بمتابعة فيلم " العراب " للمخرج فرانسيس فورد كوبولا ، وذلك في إطار البرنامج السينمائي الرمضاني المسطر من قبل متحف السينما لوهران ، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم المقتبس عن رواية " ماريو بوزو" في أجزائه الثلاث أي على مدار ثلاثة أيام متتالية ، بهدف تمكين المشاهد الوهراني من التعرف أكثر على صاحب رائعة ملحمة حرب فيتنام " القيامة الآن " ، و يستمتع أكثر بحيثيات الفيلم الذي صنف على أنه الأفضل في تاريخ السينما العالمية على الإطلاق ، حسبما صرح به العديد من النقاد في ذلك الوقت . المخرج " فرانسيس " اعتمد في فيلمه " العراب " الذي أخرجه عام 1972 على التقنيات الحديثة ،وقدم أسلوبا تصويريا راقيا ، يبرز بجلاء الرؤية الاخراجية التي تتسم بها جل أعماله السينمائية ، و الأهم من ذلك أنه اختار بعناية فائقة شخوص فيلمه ، وهم من ألمع نجوم السينما الهوليودية ، على رأسهم الممثل الكبير " آل باتشينو " ، و الممثل " مارلون براندو " ، الفيلم يحكي قصة عائلة " الكورليوني " ، وهي أقوى عائلات المافيا الإيطالية المعروفة في نيويورك ، والمتورطة بعدة أعمال إجرامية ، لكن وبفضل معارف زعيمها و علاقاته الوطيدة مع السياسيين الذين يحكمون البلد ، لم تتعرض هذه المافيا لأية ضغوطات أو تهديدات من الدولة ، بل بالعكس ساهم هذا الأمر في بسط نفوذها أكثر وتعزيز قوتها ، مما جعلها تتربع على عرش عالم الإجرام و تسيطر عليه بكل قوة ، لكن سرعان ما تنقلب الأمور على هذه الأخيرة التي تدخل في صراع كبير مع باقي العائلات بسبب مسائل جمة أثرت سلبا على نشاط المافيا ... تجدر الإشارة إلى أن حكاية " فرانسيس فورد كوبولا " مع الفن السابع بدأت منذ إصابته بشلل الأطفال وهو في سن التاسعة ، عندما أهداه جده جهاز عرض سينمائي ، بهدف إخراجه من الوحدة التي خيمت على حياته و العزلة التي جعلته بعيدا عن العالم الخارجي ، و بالفعل فقد وجد فرانسيس في الجهاز متنفسا له ، من شأنه أن ينسيه ما ألم به من مرض ، فكان يستخدم خياله البريء في اختراع الأفلام ، من خلال قصه لأفلام كانت متواجدة في المنزل ، واستعمال مسجل الصوت لإدخال الصوت على أفلامه التي نسجها في خياله ، ليس هذا فحسب ، بل قام أيضا بعرض أفلامه للجيران وأطفال المنطقة مقابل دفع تذكرة ، وربما هذا ما ساعد على شفائه و استعادة عافيته ، ورغم أن فرانسيس لم يتخلص من عقدة الإعاقة الجزئية التي ألمت به و المتمثله في رجله القصيرة ، إلا أنه كان عنصرا فعالا في المسرح المدرسي ، إذ كان يتكفل بإعداد الإضاءة والكواليس ، وهو ما مكنه من تعلم الاخراج والتعرف على خباياه بشكل صحيح ...و بالبفعل أصبح فرانسيس من أكبر المخرجين في السينما الهوليودية ، حيث صنع العديد من الأفلام الناجحة على غرار ثلاثية " العراب " ، " المحادثة " ، " الغرباء " ، " نادي القطن " ، " حدائق الحجر" و " دراكولا " ....الخ .