تطرق المشاركون في أشغال الندوة الوطنية لمديري التربية مساء أول أمس بالجزائر العاصمة إلى عدة محاور تتعلق على وجه الخصوص بمشكل الاكتظاظ في الأقسام و التأخر المسجل في إنجاز بعض المؤسسات التربوية. و في هذا الأطار أكد مديرو الندوات الجهوية لولايات الوسط والشرق والغرب والجنوب أن الدخول المدرسي المقبل سيكون عاديا باستثناء بعض النقائص كاكتظاظ الأقسام على مستوى بعض ولايات الوطن مع تسجيل انخفاض في نسبة هذا الاكتظاظ على مستوى جنوب و غرب البلاد مقارنة بالسنة الدراسية الماضية. فبالنسبة لولايات الوسط أكد مدير الندوة الجهوية لولايات الوسط ان "أكبر عدد للتلاميذ في بعض الاقسام سجل في دائرة اختصاصه حيث بلغ عددهم 39 في القسم الواحد". كما تطرق المسؤول ذاته إلى مشكل التأخر في إستلام مشاريع القطاع داعيا إلى ضرورة إستلامها في ظرف 3 سنوات على أقصى تقدير. من جانبه أرجع مدير الندوة الجهوية لولايات الشرق مشكل الإكتظاظ إلى عدم إستلام المشاريع في وقتها مضيفا أن هذا المشكل "يمكن تداركه بصفة تدريجية". و بخصوص نتائج مسابقة توظيف الاساتذة في ولايات الشرق اشار المتدخل إلى أنها "جاهزة غير أن تأخر الإعلان عنها يعود الى المراقبة القبلية التي تجريها مديرية الوظيف العمومي" مضيفا أنه "سيتم الاعلان عن هذه النتائج في 5 سبتمبر على أقصى تقدير". أما مدير الندوة الجهوية لولايات الغرب فطرح مشكل نقص أساتذة مادة الرياضيات و الفيزياء لافتا إلى أن مسابقة التوظيف تفتح 3382 منصب أستاذ بينما بلغ عدد الملفات المستلمة المودعة أزيد من 51 ألف ملف. و بخصوص مشكل الإكتظاظ في الأقسام قال المتدخل أن هذا ليس مطروحا بحدة على مستوى غرب البلاد. الترحيل سبب مؤثر أما بالنسبة لجنوب البلاد فدعا مدير الندوة الجهوية لولايات الجنوب إلى التخفيف من المحفظة المدرسية. و حسبه فإن من أهم اسباب تراجع نسبة النجاح في شهادات التعليم للأطوار الثلاثة تعود اساسا للإضرابات و الظروف المناخية القاسية و أيضا إلى مشكل الإكتظاظ في بعض الولايات. و في رده على تدخلات المشاركين في الندوة أكد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا احمد أن الاكتظاظ "يمس فعلا شرق و غرب ولاية الجزائر لا سيما بسبب عمليات الترحيل". و بغرض التخفيف من عبء المحفظة المدرسية ذكر السيد بابا احمد أن دائرته الوزارية "اتخذت اجراءات استعجالية لاسيما في الطور الإبتدائي من خلال تخفيف الأدوات المدرسية باعتماد كراريس من الحجم الصغير (48 صفحة) واحتواء محفظة التلميذ على حد أدنى من الأدوات وكذا اعتماد الخزانات في الأقسام في بعض الولايات التي تتوفر عليها". إجراءات استعجالية أما بالنسبة للطور المتوسط فاستبعد الوزير امكانية طبع جزئين من الكتاب المدرسي مشيرا الى أن "اللجنة الوطنية للمناهج اقترحت احداث تغيير في بعض المناهج غير انه تقرر تخفيف البرامج دون تقسيم الكتاب المدرسي". و بخصوص التأخر في تسليم مشاريع القطاع أرجع الوزير هذا التأخر لعدم توفر العقار الملائم لانجازها في بعض الولايات مؤكدا ان إستلام مشاريع جديدة من شأنه التخفيف تدريجيا من مشكل الاكتظاظ. أما بخصوص ملف التوظيف في سلك التربية الوطنية طمأن الوزير أن "كل أستاذ ناجح في مسابقة التوظيف سيلتحق بمنصبه في 8 سبتمبر المقبل". أما فيما يتعلق بحالات الغش التي تم ضبطها خلال امتحان شهادة البكالوريا 2012-2013 فذكر الوزير ب"الإجراءات التخفيفية المتخذة لصالح التلاميذ المعنيين وتتمثل في الإقصاء لمدة سنة بدل 5 سنوات". و لدى تطرقه إلى موضوع تأمين محيط المؤسسات التربوية و تفادي اختطاف التلاميذ أكد السيد بابا احمد ان قطاعه "سيتخذ جميع الاجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة التلاميذ وذلك تطبيقا للتعليمات التي وجهها الوزير الاول عبد المالك سلال خلال هذا اللقاء".