كشف صحفي بلجيكي ونائبة عربية في الكنيست عن وقائع الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الاثنين في المياه الدولية واتهم الشاهدان إسرائيل باستعمال قوة عسكرية مفرطة ضد ناشطين إنسانيين مسالمين هدفهم الوحيد كسر الحصار على غزة. وبدأت الأمور تتضح بشأن هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية أمس الاثنين والذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، معظمهم أتراك وجرح أكثر من أربعين آخرين. مصور قناة الجزيرة عصام زعتر، الذي رافق الوفد البلجيكي على متن سفينة بلجيكية ضمن أسطول الحرية الهادف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، قال إن عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين كانوا مدججين بشتى أنواع الأسلحة، مضيفا أنهم هاجموا السفينة التي كانت تتواجد في المياه الدولية بشكل مفاجئ. وأكد المصور أن الجيش الإسرائيلي استعمل الغاز المسيل للدموع والدخان من أجل حجب الرؤية وراح يقتل ناشطين مسالمين، ليس بحوزتهم لا سلاح أبيض ولا رشاشات كما تدعي السلطات العسكرية ولم يستعملوا العنف في وجه الجنود الإسرائيليين. ضغط سيكولوجي كبير وروى عصام زعتر كيف أوقفته السلطات الأمنية الإسرائيلية والاستجواب العنيف الذي تعرض له خلال ساعات عديدة. كانوا يريدون معرفة انتمائاتي السياسية وانتماءات زملائي الصحافيين وقالوا بأن الجزيرة لها صلة وثيقة بالأوساط التي نظمت هذه القافلة وأن على هذه القناة أن تدفع الثمن. وأضاف المصور أن السلطات الإسرائيلية لم تستعمل العنف الجسدي ضده بل تعرض إلى ضغط سيكولوجي كبير، مشيرا إلى أن عودته إلى بلجيكا لم تكن ممكنة لولا تدخل القنصلية البلجيكية في إسرائيل. وقال عصام زعتر إن السلطات الاسرائيلية سحبت مني كل أشرطة الفيديو قبل أن أغادر إسرائيل صباح الثلاثاء من مطار بن غوريون على متن طائرة بلجيكية باتجاه بروكسل.. لقد طلبوا مني أن أغادر البلاد بلباسي وجواز سفري فقط. تخطيط مسبق لعملية ردع كبيرة من جهتها، وصفت حنين الزغبي النائبة العربية في الكنيست والتي أطلق سراحها الثلاثاء أن إسرائيل حضرت نفسها جيدا للهجوم وهيأت الرأي العام الإسرائيلي والعالمي لنتائج هذا الهجوم المحتملة. وقالت الزغبي إن الجنود الإسرائيليين تعاملوا مع الناشطين الدوليين كإرهابيين.وواصلت توقعنا أن يتم إيقاف الأسطول لكن لم نكن نتوقع هذا العنف العسكري وضخامة التجهيزات العسكرية، مضيفة أن الهدف الوحيد من هذه العملية هو إحداث أكبر قدر ممكن من القتلى والجرحى لمنع تكرار هذا النوع من المبادرات الانسانية في المستقبل. إلا أن الأسطول نجح إعلاميا، حسب النائبة، وهذا لتواجد أكثر من ستين صحفيا على متنه، مشيرة إلى أن إسرائيل كان بإمكانها أن تغزو الأسطول بصورة سلمية وتوقفه، لكنها في الحقيقية خططت لعملية ردع كبيرة. وروت حنين الزغبي وقائع الهجوم قائلة: كنا على بعد 130 ميلا من سواحل غزة، فدخلت إلى غرفة القبطان وقال لي بأنه تلقى مكالمة هاتفية من البحرية الإسرائيلية، التي طلبت منه التعريف بالسفينة و بموقعها الجغرافي بالضبط. وبعد ذلك رأينا أضواء لسفن حربية