سألته هل تنتمي إلى عائلة بريكس؟ (البريكسيون) فأجاب بكل فخر أنه فعلا ينتمي إلى «قبيلة بريكسي» العريقة الضاربة جذورها في أعماق تاريخ الجزائر، إلا أن الاستعمار فرقها بالترحيل أو بتغيير الاسم العائلي، فتفرقت هذه العائلة على شكل مجموعات صغيرة. ثم مع مر الزمن وتطور نمط الحياة المعيشية صرنا عائلات نووية صغيرة متناثرة عبر ولايات الوطن في : تلمسان،عنابة ،سطيف، ورقلة، و بشار .. لا نعرف بعضنا البعض رغم أننا نحمل الاسم نفسه. ينشط أغلب البريكسيون في المهن الحرة بالأخص في النسيج والطباعة.. قاطعت صديقي حتى لا يزيد في الاسترسال و التعريف بعائلته فقلت له ان ما أقصده عن عائلة (البريكس) هو اسم اختصارا للأحرف الأولى لأسماء 5 دول وهي : الصين، الهند، البرازيل، روسياوجنوب إفريقيا، تشكلت بصفة رسمية كقطب سياسي اقتصادي صاعد على هامش القمة "العشرين" سنة 2009 بروسيا. تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي، يبلغ عدد سكان عائلة البريكس 3 مليار نسمة يقطنون في 40 مليون كلم مربع ويملكون خمس الناتج القومي العالمي، متميزين بأسرع نمو اقتصادي. تعمل دول البريكس على إيجاد نظام عالمي جديد يناهض الليبرالية المتوحشة في أسمى صورها، إذ تشير بعض التكهنات إلى تغلب هذه الدول على الاقتصاد الأمريكي سنة 2025. كانت هذه الدول منذ 30 سنة فقيرة معدمة تعيش على المساعدات الدولية، لا تملك قوت شعبها وليس لديها من ناصية العلم شيء، تستنجد بالمساعدات السياسية والاقتصادية للجزائر التي كثيرا ما دافعت عنهم في المحافل الدولية نذكر بالأخص جنوب إفريقيا التي ناضلت الجزائر من أجلها للتخلص من نظام الأبرتايد، إلا أن هذه الدول شمرت عن سواعدها و اهتمت بالإنسان باعتباره منشئ الثروة ورأس مالها. فصارت الآن لهذه الدول كلمتها في المحافل الدولية حيث تستطيع تعطيل القرارات السياسية والاقتصادية خاصة التي يمكن ان تحاك من طرف أوروبا وأمريكا. وخير دليل على ذلك كان حضور البريكسيون مؤخرا بمناسبة اجتماع قمة ال20 بروسيا (اجتماع ال20 دولة الأقوى اقتصاديا يمثلون 85 بالمائة من الاقتصاد العالمي) مشكلين صوتا قويا في توجيه اللقاء لصالحهم فيما يخص قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي. لكن سرعان ما قاطعني صديقي قائلا أتمنى أن أنتقل من "البركسية المحلية " إلى العالمية التي شوقتني بخصائصها وتحدياتها الاقتصادية التي رفعت من شأنها إذ انتقلت من دول نامية تعيش على المساعدات إلى دول لا تخشى لومة لائم بالأخص العم السام الذي تحول هذه الأيام إلى "قاتل مأجور" يهدد بضرب سوريا دون المرور بمجلس الأمن. تتفق دول البريكس حول رفض الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية التي تسببت في انهيارات اقتصادية وأزمات مالية عصفت بآلاف البنوك وقد شبه احد المتابعين لنشاط البريكس كجسم إنسان رأسه روسيا وجسده الصين وأطرافه بقية الدول..