بدأت الأوضاع الأمنية تستقر بمدينة غرداية أمس بعودة الحركة التجارية الى النشاط مجددا بوتيرة تدريجية ، بعد أزيد من عشرين يوما من التوتر والإحتقان وأحداث الشغب. السكون الحذر هو ما يميّز عاصمة الواحات غرداية منذ حوالي 72 ساعة الأخيرة ,,, حيث دبّت الحركة من جديد بأسواق وشوارع المدينة أمس فقط وبصفة جزئية نظرا لما خلّفته الأحداث الأخيرة من رعب وخوف في نفوس السكان من تجار جعلتهم لا يبرحون منازلهم خوفا من أي إنزلاقات أخرى لاسيما وأن ما عاشته الولاية من فوضى وخراب وانفلات أمني هذه المرّة بأحياء قدماء المجاهدين وسيدي عباز وبني يزقن وكذلك مرماد وثنية المخزن لم تعرفه في أوج الصراع بين طائفتي المالكيين والإباضيين سنة 2008 بما عرف أنذاك بأحداث بريّان إذ وصل صدى أحداث الشغب الأخيرة الى بلديات مجاورة كضاية بن ضحوة على بعد 10 كلم مرورا ببلدية بونورة علما أن الشرارة الأولى إنطلقت ببلدية القرارة التي تبعد عن مقر الولابة ب 120 كلم تحسن الأوضاع جاء نتيجة تحرك المصالح الأمنية من شرطة ودرك حيث أنتشرت في مجموعات بكل أنحاء المدينة وتعدى تواجد عناصر الأمن والدرك الوطنيين النقاط السوداء أو بالأحرى المناطق الساخنة التي شهدت التوتر الى تلك الآمنة ذلك وفق خطة أمنية محكمة تهدف الى إعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة وضواحيها ،إذ توجد مدينة غرداية تحت حراسة أمنية مشدّدة كيف لا وقد تم تجنيد نحو سبعة ألاف وسبع مائة '' 7700'' عنصر أمن بين شرطي ودركي للسهر على أمن السكان سلامة ممتلكاتهم وحسب مصدر مسؤول من الدرك الوطني فقد تم تدعيم الجهاز بثلاث ألاف ''3000'' دركي إضافة الى الألفين الذين كانوا بعين المكان منذ إندلاع الأحداث وتم توزيعهم بقصر غرداية المتكونة من عدة أحياء منها سالم او عيسى والحفرة وسوق الحطب، إضافة الى تمركز الدرك الوطني بجبل أوجوجن الذي يعتبر الفاصل بين سكان بني ميزاب والماليكين العرب وباعتبار أنه عال ويطل على أحياء هؤلاء المتخاصمين فقد كان أحسن مكان للهجوم باستعمال زجاجات المولوتوف والعجلات المطاطية والحجارة ، وقد إستطاعت عناصر الدرك الوطني من التدخل ومنع تأزم الأوضاع من خلال تشديد قبضتها على الجبل حيث تتمركز بالمكان الى غاية الآن ، والى جانب الدورات الراجلة والمتنقلة لرجال الدرك الوطني تلحق دوريا طائرة عمودية تابعة لنفس الجهاز الأمني في طلعات جوية لمراقبة المدينة وخاصة المناطق الساخنة من جهتها لم تذخر مصالح الأمن الوطني جهدا للتدخل الجيد والفعّال للتحكم في زمام الأمور بالمدينة حيث تتمركز عناصر الشرطة بكل أزقة وأحياء وشوارع غرداية ضمانا للأمن والإستقرار إذ لا يخلو مكان بالمدينة إلا وتركن فيه إحدى مركبات الشرطة ناهيك عن الدوريات الراجلة والمتنقلة التي تجوب المدينة ليل نهار وحسب مصدر مسؤول من مديرية الأمن الولائي فقد تم تسخير نحو 2700 شرطي لضمان الأمن بالمدينة إذ تدعم هذا الجهاز الأمني بعد نشوب الأحداث وتطورها ب10 وحدات للأمن الجمهوري و5 فرق متنقلة للشرطة القضائية تعمل طيلة 24 ساعة ، كما وصل أمس 25 أخصائيا نفسانيا تابع للمديرية العامة للأمن الوطني الى غرداية سيقومون بداية من اليوم بزيارة الى ضحايا الأحداث الأخيرة بعدة أحياء من كلا الطائفتين المتناحرتين في قافلة تدوم أسبوعا في ظل الخوف من تكرار مسلسل الفوضى والشغب من جهة و التعزيزات الأمنية المكثفة من جهة أخرى ،يبقى سكان عاصمة الواحات غرداية يترقبون ويأملون تجاوز المحنة بسلام.
الحبس المؤقت ل 10 متهمين بقتل مواطنين بحي مرماد أودع ظهيرة أمس قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية 10 أشخاص الحبس المؤقت بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد حيث تعود حيثيات القضية الى الأسبوع الماضي إذ شهد حي مرماد البعيد عن مركز المدينة ب 6 كلم أحداث شغب راح ضحيتها المدعوين ''باهدي'' و''بابا واسماعيل '' علما أنه تم قبلها توقيف 26 شخصا أودع 10 منهم الحبس المؤقت بتهمة التجمهر والإخلال بالنظام العام وتخريب الممتلكات وإحداث الفوضى والشغب في انتظار محاكمتهم