تشهد ولاية البيض حركية ثقافية كبيرة وانتعاشا إبداعيا متميزا وصادفت زيارتنا لها إقامة فعاليات خيمة الشعر الشعبي في طبعتها الجهوية بدار الثقافة محمد بلخير. حول واقع القطاع هناك تجولنا إلى مقر مديرية الثقافة لمحاورة مديرها الأستاذ كمال شعلال والذي استقبلنا بحرارة وقدم لنا كل التسهيلات اللازمة للوقوف على يوميات مثقفي ومبدعي البيض المضيافة فكانت هذه الدردشة: مرحبا بكم سيادة المدير الولائي؟ - مرحبا أهلا وسهلا بالجمهورية، الجريدة العريقة. أولا كيف تقيمون القطاع الثقافي بهذه الولاية بعد 3 سنوات من قدومكم؟ - هناك تحول كبير وتحسن ملحوظ خاصة من حيث وتيرة النشاطات المختلفة وإحداث فعاليات موسمية وسنوية كتأسيس المهرجانات وتفعيل الساحة الثقافية، ومن الأولويات التي عملت على تنفيذها عند إلتحاقي على رأس القطاع هي إعادة هيكلة المديرية التي مرت بفراغ لمدة سنة أو أكثر وبدون تأطير وعملت على تعيين رؤساء المصالح المختلفة كمصلحة التراث والنشاط الثقافي، الإدارة والمالية، مصلحة الفنون والآداب بكفاءات معروفة وتوظيف إطارات جديدة فكانت الإنطلاقة الفعلية وسرعان ما أتى النفس الجديد بثمار. وماذا عن الهياكل الثقافية بالولاية؟ - لقد تم إنجاز 5 مكتبات وهي في طريق التجهيز كذلك توجد دار الثقافة محمد بلخير وتوجد في موقع ممتاز بوسط المدينة تستقطب كل الفعاليات ويرتادوها كل المهتمين بالشأن الثقافي والفكري والإبداعي والفني كانت تنقصها قاعة للمحاضرات مما جعلنا نفكر في إنجاز قاعة جديدة متعددة الأنشطة تقام فيها العروض المسرحية والسينمائية والأمسيات الشعرية والأدبية وبرامج الأطفال... إلخ. قاعة تستوعب 800 مقعد وهي في بداية الأشغال وستعطي دفعا كبيرا لدار الثقافة الحالية، أما عن المشاريع المسجلة من 2007 فهناك المكتبة الولائية التي انطلقت بها الأشغال وتعد مرفق ثقافي هام، بحيث ستتكلف بتسيير المكتبات البلدية وتحويلها إلى ملحقات تابعة لها، وهي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري كذلك ملحق مركز الدراسات التاريخية تابع للمركز الوطني بالعاصمة لما تزخر به المنطقة من آثار ورسومات لحقبة ما قبل التاريخ باعتبارها منطقة قديمة. البيض متحف مفتوح على الطبيعة، رسومات ونقوش صخرية وحفريات لكن أغلبها عرضة للعوامل المختلفة وحتى للتلف هل من تفكير لحمايتها؟ - طبعا هناك إهتمام رسمي وحكومي ومحلي لحماية الآثار نظرا لشساعة الوطن وتباعد آثاره فإن العملية تتطلب وقتا أكثر وإمكانيات مالية وبشرية كثيرة وكذلك إرساء ثقافة المحافظة على هذه الأماكن وفي ديسمبر الماضي تم إنشاء ديوان الحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي وانطلقت معاينة الأماكن والمقرات وتوظيف الشباب الحاصل على دبلومات في تخصص علم الآثار وتهدف الحظيرة هذه إلى التكفل بحماية الآثار المختلفة الممتدة ما بين7 ولايات من النعامة إلى المسيلة ويقع مقرها بالأغواط وفرعها في بوسمغون أما فيما يخص المناطق الأثرية فهي كثيرة ومتنوعة والمردومة في الغاسول مصنفة ومحمية وهناك مغارات عجيبة في بريزينة وكبش بوعلام وغيرها، وعلى مدار السنة تزور المنطقة عدة وفود تضم باحثين ومختصين لدراسة الآثار ومن بين هؤلاء فرقة البحث من قبل التاريخ للدكتورة مليكة حشيد. الحركة الجمعوية بالبيض تشتكي من نقص الدعم المالي؟ - الدعم المالي للجمعيات الثقافية يتم عن طريق الوزارة بعدما تقدم الجمعيات الناشطة ملفها للمصادقة عليه والتأكيد على نشاطها الفعلي وبعدها يتم إرساله إلى الوزارة وفي كل سنة هناك 3 أو 4 جمعيات تستفيد من دعم الوزارة. عندنا 52 جمعية منها 20 جمعية فاعلة تمثل مختلف الأطياف في الشعر والتراث في الفن والمسرح وفي الأدب والفكر. حضرنا جانب من فعاليات خيمة الشعر وعلمنا من المشاركين فيها بأن البيض تحولت إلى قطب ثقافي رائد، ما السر في ذلك؟ - كما ذكرت في بداية الحوار هناك انتعاش ثقافي ملموس من خلال عدد الأنشطة المختلفة وخاصة بعد تأسيس المهرجانات المحلية وفي الفنون والثقافة هذه التظاهرات أعطت حركية كبيرة وأبرزت زخامة الموروث الثقافي والتاريخي للولاية، وفي كل مشاركات فرقنا وجمعياتنا المختلفة من خلال التبادل الثقافي أو في العاصمة خلال فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية كان جناح ولاية البيض يستقطب اهتمام الزوار. هناك عوامل إيجابية لنهضة ثقافية واعدة خاصة مع إنجاز المرافق المسجلة أما عن سر نجاحنا في تنظيم هذه التظاهرات فمرد ذلك إلى العمل الجماعي وروح التضامن ما بين كل الفاعلين في الحقل الثقافي من إداريين مثقفين وحركة جمعوية والتواصل الإيجابي ما بين الجميع. حدثنا الأستاذ كمال عن التبادل الثقافي ما بين الولايات؟ - فكرة رائدة وتجربة فريدة ولقد لقيت صدى كبير من خلال التعريف بالموروث الثقافي الذي ينتقل من ولاية إلى أخرى وأصبح كل مواطن بمقدوره معرفة خصوصيات الولاية الأخرى دون أن يزورها من خلال فرقها الحاضرة ومعارضها المقامة. لقد عرضنا موروثنا في ولايات عنابة، سيدي بلعباس، تبسة، الشلف، عين الدفلى وتيسمسيلت وزارتنا كل من قوافل ولايات ورڤلة، ڤالمة ومستغانم والأساس في هذه الأسابيع الثقافية هو بعث التراث وإبراز العادات والتقاليد وأصالة كل منطقة. الحوار معكم شيق... وها قد وصلنا إلى نهايته هل من كلمة أخيرة؟ - تحية شكر إلى كل العاملين والفاعلين بالقطاع الثقافي وبفضل الدعم المباشر للوزارة والعناية الشخصية للسيد الوالي يمكن للمثقف بهذه الولاية أن يفرح بما تحقق والمستقبل أفضل خاصة بعد إتمام إنجاز مختلف الهياكل واستغلالها شكرا لكم عن إهتمامكم بالقطاع الثقافي ومرحبا بكم مرة أخرى بولايتنا.