في الوقت الذي أصبح فيه العالم عبارة عن قرية صغيرة بفضل شبكة الأنترنيت، لا تزال منطقة "الشهايرية "، التابعة لبلدية "عين البية " معزولة تماما وبعيدة عن كل التطورات التي تحدث، وذلك نتيجة غياب شبكتا الهاتف والأنترنيت هذه الأخيرة التي أضحت جد ضرورية في الوقت الراهن، الأمر الذي يجعل شباب المنطقة يعانون من الروتين القاتل في ظل شبح البطالة الذي ظلّ لصيقا بهم. كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا عندما قصدنا منطقة الشهايرية التي وجدنا معظم شبابها متكئين على الجدران، ففي كل ركن إلا ويجد قاصدها أفواجا من الشباب في مقتبل العمر يتبادلون أطراف الحديث، فيتبيّن لقاصدها أن ما بيد هؤلاء حيلة لتغيير يومياتهم القاسية، وبمجرد أن تقربنا منهم إلا ونطق فرد منهم بالعبارة التالية " لقد ملّت البطالة منّا" وذلك قبل أن يدري بمهمتنا أو من نكون حتى، فيما أبرز أحد السكان أنهم يعيشون عيشة مزرية لم يجدو من خلالها من يستمع لانشغالاتهم التي أفاضت حسبه الكأس، وذلك من خلال الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي باتت تتسبب لهم في خسائر مادية معتبرة لقدم الشبكة، فيما أضاف بأن هنالك عائق آخر يتمثل في غياب النقل إذ يضطر هؤلاء السكان الى اللّجوء الى بلدية "بطيوة" حتى يتوجهوا الى كل من "عين البية" أو إلى منطقة "العيايدة"، وهو الأمر الذي جعلهم يعانون يوميا في صمت، في ظل عدم اهتمام ولا مبالاة المسؤولين بمن فيهم مؤسستا "سونلغاز"، حسب ذات المواطن وكذا "مديرية اتصالات الجزائر"، لاسيما هذه الأخيرة التي منعت الشباب من استغلال أوقاتهم مثلما يفعل نظرائهم من الشباب الذين باتوا يصنعون العجب من خلال استخدام شبكة الأنترنيت، هذا بالإضافة إلى مشكل غياب التدفئة عن المدرستين الابتدائيتين اللّتين تم تدشينهما خلال الموسم الدراسي المنصرم، كما طالب ذات السكان بضرورة إعادة تهيئة مركز البريد الذي يعد في حالة يرثى لها نتيجة قدمه. ارتفاع نسبة البطالة مرهون بغياب الاستثمار قبل أن نغادر منطقة "الشهايرية" كان لنا لقاء مع رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد عباس محمد الذي أفاد بأن المنطقة تضم كثافة سكانية تقدرب 9آلاف نسمة، وتنقسم الى ثلاث مناطق بما فيها "القرية"،"الدوار" و"الغرايرة"، حيث أفاد بأن "القرية" استفادت من مشروع تهيئة الطرق على مسافة 10 كلم، وتم تخصيص لها غلافا ماليا يقدر ب 14 مليار سنتيم، هذا بالإضافة الى تهيئة مشروع الملعب البلدي من قبل مديرية الشباب والرياضة،هذا الأخير الذي يعد قديما جدا، فيما سيتم حسب محدثنا إعادة تهيئة المركز الصحي. أما عن " الدوار" فستنطلق أشغال تهيئة الطرق التابعة له هذا الأسبوع على مسافة 6 كلم، وقد تم تخصيص للعملية غلافا ماليا يقدر ب 7 ملاييرسنتيم. وماتجدر الإشارة اليه أنه سيتم تخصيص غلافا ماليا لإنجاز مقر للبلدية .أما عن منطقة "الغرايرة" فقد تم برمجة قيمة مالية وصلت الى 11مليار و800 مليون سنتيم لتجديد شبكة تطهير الصرف الصحي، أما على مستوى حي 200 مسكن المتواجد بمنطقة "الغرايرة" التابعة ل" الشهايرية" فتم تهيئة الطرقات بعد توفير 4 ملايير سنتيم للعملية، وحسب سكان "الغرايرة " الذين اشتكوا من غياب شبكتا الغاز الطبيعي والمياه، فستتكفل حسب محدثنا شركة "سيور" بهذه الأخيرة، أما عن الربط بمادة الغازالطبيعي فسيتم تركيبها بعد الانتهاء من شبكة المياه حسبما أفاد به رئيس البلدية . وعن المرافق الرياضية التي تعتبر متنفسا هاما لفئة الشباب فأكد محدثنا أنه سيتم إعادة تهيئة الملعبين الجواريين المتواجدين ب" الدوار" و "القرية" بالعشب الاصطناعي وستنطلق الأشغال مع أواخر السنة الجارية 2014. و بالنسبة لقطاع التربية فتدعم حي 200 مسكن ب" الغرايرة" من مشروع ثانوية، هذه الأخيرة التي ستخفف من الضغط الكبير الذي يعيشه التلاميذ بكل من ثانويتا "بطيوة" و" عين البية"، كما أفاد محدثنا بأن الابتدائيتين اللّتان تم تسليمهما خلال الموسم الفارط ستستفيدان من التدفئة وذلك خلال العطلة الصيفية . أما عن المراكز الثقافية فيعتمد شباب " الشهايرية" على مركزين اثنين أولهما يتواجد ب القرية"أما الثاني فيتموقع ب"الدوار". وعن ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للكهرباء ب" الشهايرية" فأكد مصدرنا أن ذات المنطقة تعتمد على 5 محوّلات كهربائية إلا أن شبكتها قديمة جدا وهي لا تلبي احتياجات السكان، وقد تم رفع تقارير الى مؤسسة "سونلغاز" من أجل النظر في الإشكال لكن لا حياة لمن تنادي، مبرزا في السياق نفسه أن الإنارة العمومية تعد هي الأخرى قديمة جدا.أما عن مشكل البطالة فأكد بشأنها رئيس المجلس الشعبي البلدي أنها لا تقتصر على منطقة" الشهايرية" فقط، وإنما كثرتها بالمنطقة راجعة بالدرجة الأولى الى الغياب التام للإستثمار.ومن جهة أخرى وبغية القضاء على التجارة الفوضوية ستقوم مديرية التجارة بتدشين سوقا مغطاة تحتوي على 40 محلا بالشهايرية وذلك حسبما أفاد به محدثنا.