كفاح المرأة ونضال الوطنيين في وقفات مع الأمل والآلام رواية "بدون خمار وبدون ندم" قريبا في شكل مسرحية تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة المصادف ل8 مارس من كل عام، فضلت الكاتبة والوزيرة السابقة ليلى عسلاوي، أن تحط الرحال أول أمس بوهران، للإشراف على عملية البيع بالتوقيع لمؤلفيها الجديدين "لكل ما علمتني إيّاه" و"لامبيز المصير" بمكتبة "الكتب الفن والثقافة" الواقعة ب 22شارع مولاي محمد بالولاية، حيث شهدت الأمسية الأدبية الإبداعية حضور الكثير من القراء والمعجبين، بهذه الكاتبة الجزائرية الجريئة والصريحة، حيث أكدت السيدة ليلى عسلاوي، بأن المولودين الأدبيين الجديدين، يمثلان عصارة فكرية فيها مزيج من الخيال والواقعية، فمؤلفها الأول "لكل ما علمتني إيّاه" عبارة عن حكاية، حاولت أن تلخص من خلالها بطريقة ضمنية، شعورها وأحاسيسها العميقة تجاه والدتها المتوفية بعدما مرضت مرضا شديدا، الأمر الذي دفعها إلى كتابة هذه الرواية باللغة الفرنسية كعربون محبة ووفاء لها، إذ قامت الأديبة في هذا الكتاب بتلخيص صمود فتاة اسمها "نايلة" وكيفية تحديها لنوائب الزمن والحياة، وكأنها أرادت الإشارة إلى أن المرأة الجزائرية، قادرة على تحمل المشعل، وأنها رمز حقيقي للنضال والكفاح المستميت عن الثوابت الذاتية وحتى الوطنية السامية، كما أكدت بخصوص روايتها الثانية، التي حملت عنوان "لامبيز، المصير" بأنها عبارة عن عمل أدبي فيه مزيج من الخيال والحقيقة، وهي تروي قصة البطل سيد علي، الرجل الوطني المخلص، الذي عايش مرحلة شبابية قاسية، بعد زواج والدته من رجل آخر بعد استشهاد والده في ساح الوغى، أيام الحقبة الاستعمارية البغيضة، حيث وبعد خروجه من السجن، فضل حمل السلاح في وجه آلة الدمار الإرهاب الهمجي، التي شهدتها الجزائر في التسعينيات... مؤكدة أن سبب اختيارها لسجن "لامبيز" تازولت حاليا بولاية باتنة، راجع إلى بشاعة التعذيب والحياة القاسية التي لاقاها المجاهدون من قبل الاستعمار الفرنسي، حيث كان جلادوه، يذيقون السجناء الجزائريين سوء العذاب، مما جعل الأديبة ليلى عسلاوي، تعود بنا إلى الأيام السوداء لهذا السجن المظلم الحافل بالذكريات السوداء الأليمة وكيف قضى فيه سيد علي سنوات من الأوجاع والمآسي، كما أنها حاولت من خلال هذا العمل الفني، أن تعيد الاعتبار للمقاومين ورجال الدفاع الذاتي الذين يرجع لهم الفضل كذلك، إلى جانب الجيش الوطني الشعبي، ومختلف القوات الأمنية الأخرى، في تطهير البلاد من دنس الإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، وبالمناسبة فقد أكدت الكاتبة ليلى عسلاوي، في ردّها على أسئلة بعض الحاضرين، بخصوص أسباب عدم تأسيسها أو الانخراط في حزب جديد، تدافع من خلاله على آرائها السياسية التي تؤمن بها، بأنها تفضل البقاء هكذا حرة مستقلة، تدافع عن أفكارها ومواقفها بدل الحصول على الضوء الأخضر من أي جهة كانت، كي تطرح نظرتها وآراءها التي تؤمن بها، مضيفة أن الحركة الجمعوية في الجزائر خيّبت ظنها، وأن الانتخابات المقبلة فرصة، لطرح الأفكار الجديدة وإيصالها إلى الشباب الذي يبحث عن من يحل مشاكله العالقة. وأوضحت في سياق آخر أنها تريد في جميع أعمالها الأدبية السابقة وحتى المستقبلية الظهور، بمظهر الكاتب الذي يشخص الأمراض ويبرز الوقائع التاريخية، دون التصرف فيها باعتبارها تريد تقديم شهادات تاريخية، فيها الكثير من الواقعية وحتى الخيال، رافضة أن تكون بمثابة المؤرخة لمختلف المراحل والحقب التي مرّت بها الجزائر في السنوات القليلة الماضية، مضيفة أنه للأسف أن الكثير من الشباب الجزائري يجهل صفحات عديدة من تاريخه الطويل لاسيما إبان الثورة التحريرية المجيدة. وفي سياق آخر كشفت السيدة عسلاوي للصحافيين، على هامش عملية البيع بالتوقيع، أنها تتمنى أن تترجم أعمالها الأدبية إلى اللغة العربية، حتى يتمكن جميع القراء من الاستمتاع بكتاباتها التي تجود بها قريحتها، مضيفة أن روايتها "بدون خمار وبدون ندم" ستترجم في الأيام القليلة المقبلة إلى مسرحية ، وهذا بعدما أبدى المخرج المسرحي زياني شريف عياد إعجابه بها ورغبته في تحويلها من رواية إلى مسرحية يستمتع بها رواد الفن الركح الملتزم والجميل.