الدور الذي أسند إلي في مسلسل " أسرار الماضي" ذكاء من المخرج أعربت الفنانة آمال حيمر عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في مسلسل " أسرار الماضي" للمخرج بشير سلامي، بعد غياب دام أكثر من ثمان سنوات عن الشاشة الصغيرة منذ أن اتخذت قرار ارتداء الحجاب، حيث قالت لنا في اتصال هاتفي أن هذا العمل كان فرصتها للعودة للتمثيل الدرامي و الظهور من جديد في التلفزيون الجزائري في شهر رمضان و عبر العديد من القنوات الوطنية. الممثلة آمال حيمر التي وضعت الحجاب كشرط إلزامي لقبول أي عمل فني جديد يعرض عليها، لدرجة أن حجابها و التزامها الديني حرماها من المشاركة في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، حيث كانت توضع في كل مرة أمام خيار في غاية الصعوبة إما أن تنزع الحجاب أو تتخلى عن الدور، كما قالت لنا معبرة عن إعجابها بذكاء المخرج بشير سلامي الذي عرف كيف يختار لها في " أسرار الماضي " دورا يناسب شخصيتها و لا يتعارض مع مظهرها عكس الكثير من المخرجين الجزائريين الذين لا يملكون أي تصور للممثلة بالحجاب حيث عرف كيف يضعها في دور و قالب يليق بها، مما سمح لها بتقمص دور الأم بالحجاب بكل سهولة حيث ارتدت فساتين منزلية جزائرية مع الخمار : " أنا أحيي كثيرا المخرج بشير سلامي لأنه لم يضعني أمام خيار صعب بين المشاركة في هذا العمل الفني الذي أعادني أمام الكاميرا بعد طول غياب و بين الحجاب ". كما واصلت حديثها قائلة أن دورها في مسلسل " أسرار الماضي " أثبت أن الفكرة السائدة بأن العمل الفني و الحجاب لا يتفقان غير صحيحة، موضحة أنه على الممثل التركيز أكثر على التمثيل و تقمص شخصيته لكي لا يعطي الجمهور الفرصة لينتبه كثيرا لمظهره و من جهتها قالت أنها عرفت كيف تنسق بين المرأة المحجبة و الممثلة ، : " فالحجاب عبادة و العمل عبادة"، و ذلك من خلال اختيارها لألبسة جزائرية تبرز خصوصية المرأة في مجتمعنا و هي في بيتها و على طبيعتها، أثبتت من خلالها أنه من الممكن جدا ممارسة فن التمثيل بالحجاب كتحد يستحق العناء رفعته بفخر ليس فقط في الجزائر بل من خلال العديد من العروض المسرحية التي قدمتها بالحجاب في فرنسا أيضا، أين تفاعل معها الجمهور و تقبلها بشكل عادي. و في الأخير أشارت آمال حيمر أنها شاركت مؤخرا في مسلسل " الهجرة " للمخرج ياسين بن جبلين بالإضافة إلى أدائها لدبلجة الصوت في فيلم وثائقي حول الثورة، إلى جانب عمل مسرحي مع المخرج زياني شريف عياد تمثل في قراءة بعض أجزاء أحد روايات الكاتبة ليلى عسلاوي المأخوذة من الحياة الواقعية و استوحت الكاتبة قصتها الحقيقية عن حياة امرأة في حقبة الثورة، و عرضت هذه القراءة المسرحية التي استخدم فيها ديكور خاص و بدل تمثيل تليق بالشخصيات مرتين بقصر الثقافة بالعاصمة، كتجربة جديدة في المسرح هدفها حث الجمهور للبحث عن الكتاب و قراءته لمعرفة كيف تنتهي قصته، و أكدت أن هذا العمل نال إعجاب الجمهور رغم أنه قدم مباشرة بالفرنسية كما هو النص الأصلي و هناك من طلب إعادة تقديمه بلغات أخرى في النقاش الذي تلا العرض مما عزز فكرة بلورته في عمل مسرحي متكامل لدى المخرج و الطاقم الفني.