على الرغم من أن ولاية الشلف أصبحت تتمتع في الأونة الأخيرة بمختلف أنماط النقل كونها تتوفر على ميناء تجاري، مطار دولي و شبكة واسعة للطرقات و خط السكة الحديدية إلا أن قطاع النقل بها مازال يشهد تأخرا ملحوظا من حيث نوعية الخدمة التي تقدم للزبون خاصة إذ تعلق الأمر بالنقل البري للمسافرين الذي أصبحت تسوده الفوضى العارمة حيث وصلت حظيرة مركبات النقل بولاية الشلف حسب أخر الإحصائيات إلى 2446 مركبة تابعة ل 2033 متعامل مما يوفر حوالي 58491 مقعد موزعة بين الخطوط الحضرية، بين البلديات و بين الولايات غير أن استغلال تلك المركبات لم يعد يخضع لأية معايير في ظل استفحال بعض الظواهر و النقائص التي نحاول تسليط الضوء عليها من خلال هذا الحوار مع مسؤول القطاع بالولاية السيد أحمد خوالدية والذي جاء كما يلي: الجمهورية: قبل التطرق إلى بعض المشاكل التي يتخبط فيها قطاعكم، لو تكشفوا لنا في البداية عن حصة قطاع النقل من البرنامج الخماسي، و أهم المشاريع التي أعطيت لها الأولوية؟ مدير النقل: ما هو معلوم لدينا بخصوص البرنامج الخماسي فقط شريحة 2010 و التي تتضمن على وجه الخصوص مشروعا لإنجاز 12 محطة حضرية لفائدة كل من بلديات الشلف، أولاد فارس، الزبوجة، تنس، توقريت، أم الدروع، بوقادير، المرسى، أبو الحسن، عين مران، أولاد بن عبد القادر و بني حواء، و قد رصد لهذا المشروع غلاف بقيمة 4 مليار سنتيم، كما سجل مشروع أخر في ذات السياق لإنجاز مخططين للنقل لكل من بلدية الشلف و بلدية تنس بمبلغ 02 مليار سنتم و رصد مبلغ مماثل لإنجاز مراكز إجراء امتحانات رخص السياقة بتنس و الشلف. الجمهورية: ماذا عن الهياكل القاعدية التي مازال تطور القطاع مرهونا بإنجازها أو ترميم المتدهور منها؟ مدير النقل: استفاد القطاع مؤخرا من مشروع لإنجاز محطة من صنف أ، إذ تم اختيار الأرضية بالشرفة بالجهة الغربية لمدينة الشلف، و ينتظر أن تنطلق أشغال الإنجاز خلال شهر سبتمبر المقبل، و هو المشروع الذي خصص له حوالي 25 مليار سنتيم، و من شأنها أن تستوعب ما لا يقل عن 01 مليون مسافر سنويا كما أنها تتوفر على 30 رصيفا على الأقل، و ستكون هذه المحطة بمثابة بديل للمحطة الحالية التي تفتقر إلى كل المقاييس. و يمكن أن تستخدم حتى من طرف بعض خطوط بين البلديات. الجمهورية: من بين النقاط السوداء في قطاع النقل المواقف العشوائية في ظل نقص المحطات، فهل أحصيتم تلك المواقف العشوائية واتخذتم إجراءات القضاء عليها؟ مدير النقل: يمكن القول أن كل نقاط التوقف الحالية عشوائية و لا يوجد محطات تستجيب للمقاييس المطلوبة، بما فيها محطة النقل بين الولايات لكن من المؤكد أن المحطة المبرمجة ستساهم في امتصاص تلك المواقف العشوائية و تحسين الوضع نسبيا. الجمهورية: ماذا عن مشروع محطة الحرية الذي مازال يراوح مكانه منذ سنوات؟ مدير النقل: مشروع محطة حي الحرية انطلق بمبادرة من البلدية لكن شهد انجازه تأخرا لأسباب تقنية، إذ أن الأرضية لا تساعد على إنجاز بعض الأشغال التي يتطلبها المرفق، و نحن كمستغل علينا أن ننتظر تسليم هذا المشروع الذي سيسمح بترحيل 400 مركبة نقل على الأقل تعمل بالخطوط الشمالية من محطة تازقايت وسط المدينة التي تشكو من الإكتظاظ. الجمهورية: ألا تعتقدون أن مخطط النقل الحالي بحاجة إلى إعادة النظر في ظل الفوضى العارمة التي تسود القطاع؟ مدير النقل: بعد التعليمة الوزارية الصادرة مؤخرا و التي تفتح مجال النقل على مصرعيه لم يعد بإمكاننا الحديث عن حالة التشبع و المتعامل الوحيد في السوق هو الخواص و هنا أريد أن أتوجه بنداء إلى المستثمرين الخواص لإعطاء أهمية للمناطق الريفية و النائية كونها بحاجة ماسة إلى وسائل النقل. الجمهورية: يحتاج تنظيم السوق إلى وجود منافس فأين وصل مشروع المؤسسة العمومية للنقل الحضري؟ مدير النقل: تمثل تلك المؤسسة تدخل الدولة في المجال الحضري و قد تم تعيين المدير العام لها و هو بصدد القيام بعملية التوظيف و كذا الإشراف على أشغال تهيئة مقر المؤسسة الكائن ببلدية سنجاس و تعتبر ولاية الشلف من بين 07 ولايات ستمنح لها الحافلات خلال سنة 2010 و البالغ عددها 30 حافلة ستعمل فقط عبر الخطوط الحضرية الموجودة بعاصمة الولاية فيما ستعمم العملية على ولايات الوطن السنة المقبلة. الجمهورية: لقد سجلت بولاية الشلف في الآونة الأخيرة عدة قرارات انفرادية من قبل الناقلين بخصوص رفع التسعيرة، فما الإجراءات التي اتخذتموها لوضع حد لمثل تلك التجاوزات؟ مدير النقل: بالفعل لقد أقدم بعض الناقلين منذ فترة على رفع التسعيرة دون الرجوع إلى المديرية كما حصل ببعض مناطق بلدية عين مران غير أن مديرية النقل اتصلت بهم ومنعتهم من تلك الزيادات التي لم تقرها لأنه لا شيئ يدعو إلى تلك الزيادات إذ تظل كل المعطيات نفسها، كما أنه لم يسجل أي تحسن في مستوى الخدمة من شأنه اجبار الزبون على دفع المزيد، وفي مثل هذه الحالات التي تكون فيها الزيادة عشوائية نرسل إعذارات للناقلين إذا لم يستجيبوا نسحب منهم مباشرة رخص الإستغلال. لكن غالبا ما يتراجع الناقلون عن تلك الزيادة بعد تدخل المديرية. الجمهورية: بالنسبة لسيارات الأجرة فإن وضعها ليس أحسن من وضع الحافلات، ومازال هذا النشاط رهن الممارسات الفوضوية، فماذا عن مشروع محطة الطاكسيات بالقرب من وادي تسغاوت؟ و هل من إجراءات لتحسين الوضع بشكل عام؟ مدير النقل:لا يمكن الحديث عن تلك المحطة مالم تحظ بأشغال التهيئة، فهي في الوقت الحاضر مجرد موقع خال يفتقر إلى أدنى الشروط لإستقبال السائقين و الزبائن على حد سواء، فموقعها استراتيجي لكن قرار ترحيل سيارات الأجرة باتجاهها لن يكون إلا بعدما تتوفر تلك المساحة الشاغرة على الأرصفة الأمن، دورات المياة وغيرها من المتطلبات التي يستدعيها هذا المرفق العمومي. الجمهورية: لقد كثرت الوعود بشأن إعادة إحياء مشروع خط السكة الحديدية الشلف- تنس ومع ذلك مازال الغموض يكتنف هذا الملف، ألم يصل مديريتكم أي جديد بهذا الخصوص؟ مدير النقل: في الزيارة الأخيرة لوزير النقل طرحنا عليه مجددا المشروع و أبدى اهتماما خاصا به بالنظر إلى الأهمية البالغة التي يكتسيها مشروع من هذا القبيل، خاصة أن هناك ميناء بتنس، كما أن هناك جامعة بأولاد فارس. بودنا أن نحصل على دراسة لهذا المشروع على الأقل، لكن لحد الساعة لا يوجد أي شيئ رسمي يتعلق بخط السكة الحديدية الشلف-تنس.