مع بداية العد التنازلي للعيد تتحول الاهتمامات نحو شراء الالبسة الجديدة التي تشغل رب الاسرة انها رحلة تتداخل فيها المتطلبات مع تجدد المناسبات فالعيد والدخول المدرسي حدثان هامان الاول يتطلب الالبسة والثاني الادوات المدرسية مع ما يكلف ذلك من مصاريف اخرى للعائلات التي تبذل قصارى الجهد لادخال الفرح على الاطفال في رحلة لابد منها قبل العيد فهذه مناسبة دينية مطلوب فيه اللباس الجديد خصوصا للاطفال التواقين للافضل والاحسن لأن ما يهمهم اشباع هذه الرغبة المشروعة التي تواجهها العديد من المنغصات التي تفرضها معطيات السوق اما القاصدين للمحال والمساحات التي انتشرت بهذه المناسبة والذين غصت بهم الاسواق فهم في وضع لا يحسدون عليه حيث يجدون انفسهم بين سندان الاسعار ومطرقة رغبة الابناء الذين يترقبون هذه المناسبة للبس الجديد والذي يعكر صفوه لهيب الاسعار الذي يظل هاجسا للكل وطبيعي ان تكون المحلات المتخصصة وتجار المناسبة الوجهة الاولى للمتسوقين الباحثين عن الاحسن و الارخس وهو منطق السوق وفي رصدنا لحركيته عبر العديد من المحال في ولاية البيض استوقفتنا العديد من الملاحظات منها الغلاء و الندرة خصوصا حاجيات الاطفال فضلا عن قدمها اذ يرى الكثير من المتسوقين غياب الانواع والتشكيلات الجديدة التي كثيرا ما تستهوى الزبائن الذين يستغرقون و قتا اطولا لايجاد متطلباتهم للاسباب التي سقناها فالعرض يؤرق المشترين الذين يصطدمون بثنائية النوعية و الغلاء ومن الامثلة على ذلك ان نفس السلعة و علي قدمها تباع بزيادة 400 دينار عن العام الماضي في الوقت الذي من المفروض ان تنقص بنفس القيمة لانها بالية و ليست عصرية وكثيرا من المشترين اضطروا إلى شراء نفس النوع مع تغيير اللون فقط لان المعروض لم يتغير والسبب حاولنا معرفته من التجار الذين تتباين تفسيراتهم لهذه الظاهرة بين من يراها في تشديد الرقابة وقلة المستوردين مما حال دون اغراق السوق وبين من يراها في عدم الاقبال من المشترين والدليل نفس سلعة العام الماضي وبين تجار المناسبة الذين يعاودون البيع و قد اردنا ان نسوق بعض العينات للاسعار وكمثال على ذلك طقم الاطفال من 14 سنة فهو يتراوح بين 3600 و 2000 بينما السراويل لنفس العمر من 950 دينارا فما فوق اما عن الفساتين الخاصة بالفتيات فقد تراوحت بين 3000 و 4000 دينارا اما الاحذية لنفس الفئة فقد وصلت إلى 700 فما فوق و قد اقتربنا من بعض الزبائن ومنهم السيد د م 57 سنةموظف الذي يجزم ان عشرة الاف دينارا لا تكفي لكسوة ثلاثة اطفال من خلال بحثه المضني عن الالبسة هذه بعضا من مؤشرات سوق الملابس التي باتت قبلة العائلات التي تبذل الغالي والنفيس لادخال الفرحة والسرور على الاطفال رغم الغلاء الذي لن يحول دون المغامرة من طرف الاغلبية الساحقة منهم و الذين تتاثر مداخيلهم بمثل هذه المناسبات فرمضان استهلك الكثير ليأتي العيد ليجهز على ما تبقي منها حيث انعشت الحركة التجارية التي ستزداد وتيرتها مع اقتراب عيد الفطر المبارك التي يتجدد فيها الارتباط بشعيرة من شعائر الله الفرح فيها رهن بكسوة الاطفال بالجديد