عاقر الكلمة التي تصنع مصيرا تراجيديا "يامنة" ... قصة تراجيدية تعكس معاناة امرأة من بعض الأعراف البالية التي تلقي بكل اللوم على المرأة التي تتمكن من الإنجاب وتنعتها بكل الصفات ، "يامنة" او "يرما" الاسم الحقيقي للمسرحية المقتبسة عن الكاتب فريديريكو غارسيا احد أعلام المسرح الإسباني في القرن العشرين، استطاعت أن تجلب لها الانتباه ، بالرغم من أن المسميات تتقارب والزمن يتباعد إلا أن الأحاسيس تبقى نفسها ، فسواء المرأة الاسبانية يارما في المسرحية المقتبسة من القرن العشرين ، أو المرأة الجزائرية يامنة تتوحدان في نفس المصير وتشتركان في نفس الأحاسيس للمرأة التي حرمت من نعمة الأولاد. مسرحية "يامنة" للمؤلف المسرحي "بوزيان بن عاشور" والمخرجة صونيا صنعا من ركح مسرح محي الدين بشطرزي مكانا للفرجة ، فرجة اشترك فيها كل من البطلة الشابة نصيرة بن يوسف،عايدة قشود ،وردية عماري ،نصيرة شرف ، دليلة أزوبيل ،رزيقة نهليل ،فاطمة حسناوي ،كنزة طالبي ،محمد زياد طافر ،حسين أيت قني سعيد. تدور الأحداث حول الرغبة الجامحة للزوجة الشابة "يامنة " في إنجاب طفل يؤنس وحدتها ، وتلقي باللوم على نفسها كون بطنها عاقر، هنا تتحول من دور الضحية إلى دور الجلاد حينما لا يكترث الزوج لأحاسيسها وسعيها للإنجاب فتقصد إحدى المشعوذات علها تجد الضالة أو الطريق للإنجاب ، المشعوذة التي أبدعت السيدة عايدة كشود في أداء دورها حيث أزاحت الغشاوة عن عينيها حين طلبت إحضار الزوج أو الارتباط بآخر حتى ولو كن عن طريق الخيانة في حال كان هو العاقر، هنا يدخل الزوج وعائلته إلى ذلك المكان ويصف الزوجة أقبح الصفات لأنها قصدت مشعوذة ، وبين الشد والجذب تتهم يامنة الزوج بالعقم وتصفه بالعاقر الكلمة التي صلبته حتى الموت ونزلت عليه كالصاعقة لتنتهي معها المسرحية. العرض ورغم طابعه الحزين إلا أنه امتزج بخرجات فكاهية وأغاني لونت تلك اللوحة الفنية. يذكر أن بوزيان قد قام بإسقاط القصة التي تعود لقرون مضت على واقع جزائري لا يزال يتناسى القدر ويعامل المرأة بسوء ويحملها وزر عدم الإنجاب وكأنه بيدها وكانت المسرحية عاكسة للظلم الكبير الذي تتعرض له المرأة لأنها حرمت من الإنجاب ،وحتى المعالجة الفنية للقضية في حد ذاتها كانت مختلفة.