الحادثة المؤسفة التي أدت إلى وفاة لاعب شبيبة القبائل إلبير إيبوسي ، جعلت القائمون على الرياضة بالجزائر يعيدون النظر في القوانين التي تنظم مقابلات الكروية ، سيما بعد القرارات التي تمخضت عن اجتماع الوزارة بالقائمين على الكرة الجزائرية و في حضور رئيس الفاف و الرابطة . حيث تم إصدار قوانين عبارة عن دفتر شروط جديد يعيد نظام المنافسة بقوانين و اتفاقيات سيتم ترسيمها اليوم في اجتماع سيجمع رئيس الاتحادية محمد روراوة برؤساء أندية القسم الاحترافي الأول و غدا مع ممثلي القسم الثاني المحترف من أجل وضع حد لظاهرة العنف و التوقيع على ما يسمى بعقد جديد ما بين الرابطة الوطنية و الأندية المحترفة ، إذ تحذر الفاف أن أي تجاوز أو نشوب عنف جديد فستكون عواقبها وخيمة مستقبلاً على الفريق الذي يتسبب أنصاره في إشعال فتيل الشغب. و قد تم الكشف عن محتوى هذه الاتفاقية التي تسلمت جريدة الجمهورية نسخة منها ، و التي تربط في بداية الأمر مسئولي الفرق بمديري الملاعب أو مسئولي المنشآت الرياضية سواء تلك التابعة للولاية أو البلدية ، و أول بند في الاتفاق هو تعيين مسئول الأمن لدى أي فريق ، حتى يكون همزة وصل ما بين الأمن الوطني و الإدارة و حتى الأنصار في ما بينهم ، و هذا ما تفتقد إليه أندية القسمين المحترفين ، فلا وجود لرؤساء لجنة الأنصار لتنظيم صفوف الجماهير سواء داخل الملاعب و لا حتى في الرحلات. هذه العملية أصبحت من مهام " الألتراس " التي ملئت الفراغ في وقت كان على هذه الشركات الرياضية تعيين مسئول يوجه الأنصار خلال إجراء المباريات . و من بين القرارات أيضًا التي سيتم التوقيع عليها اليوم و غدًا من طرف رؤساء الأندية و الاتحادية و الرابطة هو قرار وضع كاميرات للمراقبة بملاعب و التي حددت مهلة أقصاها نهاية مرحلة الذهاب ، في اقتراح أُعتبر ضرب من الخيال لبعض الأندية التي لا تملك الحق في تسيير الملاعب أثناء المنافسات ، إضافة إلى ذلك فملاعبنا في حد ذاتها لا تواكب مزايا و المقاييس الدولية و هذا باعتراف رئيس الرابطة الوطنية محفوظ قرباج ، الذي أكد و بصريح العبارة " ملاعبنا لا تتطابق و المقاييس المعمول بها في الميادين الكروية العالمية " هذا التصريح يؤكد على أن مشاكل كبيرة ستقف أمام هذه الاتفاقية ، فما جدوى من إيفاد لجنة لمراقبة الملاعب التي بدورها سمحت بإجراء لقاء إتحاد العاصمة بشبيبة القبائل و ملعب أول نوفمبر يعيش على وقع إعادة تأهيل ! . كيف لملاعب تفتقد لأبسط الأشياء تلتزم بشروط الاتحادية ؟ هذا القرار لم يحرك مسيري الأندية الذين و كما يبدو من الاستطلاع الذي قمنا به أنهم غير معنيين بتطبيقه و اعتبروه من صلاحيات الدولة ! كما يرى الفنيون أن قرار الرابطة لا يمكن تجسيده إلا في حالة ما تم توكيل مهمة تسيير شؤون الملاعب للأندية لأن التنسيق في حد ذاته غائب ما بين الأندية و الهيئات المسيرة لهذه المنشآت الرياضة ، كما أن هناك من يرى أن بعض الملاعب لا يمكنها حتى احتضان مباريات تحت الأضواء الكاشفة نتيجة غياب الكوابل الكهربائية فكيف سيكون الحال عندما يصبح قرار وضع الكاميرات إجباريا ؟ ، و هل ستكون المهلة التي حددتها الرابطة في يد الأندية و التي تمتد لغاية مرحلة الذهاب كافية لأن تتمكن من تنصيب ما لا يقل عن ل 10 كاميرات زائد غرفة مراقبة بشاشات ؟ و هل يمكن لملعب عين مليلة مثلا الذي يستضيف لقاءات عين الفكرون أن يستجيب للقرار و هو يفتقد لأبسط الوسائل كغياب الإنارة شأنه شأن عدة ملاعب أخرى تحتضن مواجهات القسم الاحترافي الثاني على غرار القليعة و تاجنانت و غيرها من الفرق التي بالكاد ما تجد ملعبا للتدرب فكيف يمكنها توفير هذا الشرط .