نوقع اليوم عودة النادي الأدبي من جديد في موسمه الثالث بعدما انقطع صدوره في العطلة الصيفية ، فالنادي كان و لا يزال إشعاعا ثقافيا و إبداعيا كتب في صفحاته اكبر الأسماء الجزائرية التي اشتهرت سواء في الجزائر او العالم العربي حيث ظل الملحق ملازما ومواكبا لاهتمامات الإبداع . و في هذه العودة نترحم عن روح زميلنا بلقاسم بن عبد الله الذي كان ينير بكتاباته الهادفة صفحات الإبداع و نتمنى من كل الأدباء خاصة أبناء الجزائر أن تنير صفحات الملحق بكتاباتهم الجادة سواء كانت شعرية أو قصصية أو نقدية و الرابح في ذلك الإبداع أولا و القارئ ثانيا . إن الكتابات الإبداعية في الجزائر تتميز بشفافية في الطرح وتلتزم في معاييرها بالنسق الفني المتميز، الذي يرمي إلى ظاهرة موحدة و هي النظرة الأدبية المتميزة من ناحية الإبداع الخارق الذي ينطوي تحت لواء واحد و هو النظرة العميقة للواقع المعاش والفني الإبداعي في الجزائر. وعن المشهد الأدبي في الجزائر يعرف غياب النظرة النقدية لهذا الجانب جعله يتنحى عن جانبه الموضوعي ويتيه في طرحه ويحدث نوع من خلط في التقنيات الفنية التي يستعملها الكاتب ، باعتباره متذبذبا لغياب الأطر الفنية و الآليات النقدية التي تحدد نطاقه ويأتي هذا على حساب النظرة الأدبية التي كانت سائدة على الساحة على اختلاف مراحلها و تطورها وهذا بالرغم من وجود أقلام بارزة على الساحة الأدبية سواء في الرواية أو الشعر أو الأصناف الأدبية الأخرى . و الشيء الأكيد ، أن الإبداع الأدبي ما هو إلا تحفيز للذات وتحريرها من الأوهام مع قيامها في نفس الوقت بعمل إبداعي جديد ومضمون يكون فيه القارئ قد وصل إلى القناعة بإبداعية الكاتب أو غير ذلك .والمبدعون هم من يرسمون الخطوط والأفكار بلغة يفهمها الناس والمجتمع ، فالمبدع أحيانا يكون فيه خارجا عن المألوف الذي لا تستطيع العبقريات الأخرى بعقولها وبأفكارها مجاراته ، أو حتى الوصول إلى فهمه .. وهذه هبة الله تعالى .. فعندها يدرك المبدع أنّ ما أنجزه لا بدَّ أن يصل إلى الناس بالمنفعة والاقتناء والاستفادة بدلا من أن تتداخل في فكرته مفاهيم تشوِّه عبقريَّته وأفكاره وابتكاراته الموهوبة . فالإبداع إذا سمة في عقل الإنسان وقد شاء الله تعالى أن لا يكون خروج تلك العلوم وتلك الإبداعيات إلا بالعلم ، ونسيجها لا يكون إلا بعبقرية جادة حكيمة فذة قادرة على منح البقاء والانتشار . اليوم نوقع عودة للنادي الأدبي بأقلام أدبية قديمة و جديدة ساهمت و لا تزال سواء سابقا أو لاحقا في أزهار مسار الإبداع و خصوصا على صفحات جريدة الجمهورية المدرسة العريقة التي تخرج منها المع الأسماء الصحفية و الأدبية . الدعوة عامة لكل الأسماء الجميلة في فضاء الإبداع سواء على المستوى الوطني أو العربي للمساهمة في تحريك عجلة الإبداع الأدبي و الفكري و النقدي للرفع مستوى الحرف الذي يحدد تطور أي حضارة على وجه الأرض .