قبل الإعلان عن نتائج" نوبل" تأمل الكثير من عشاق آسيا جبا الجزائريون و الإخوة العرب أن تكون جائزة نوبل من نصيبها خاصة و أنها ساهمت بشكل كبير في كتابة التاريخ والذاكرة والكفاح من أجل التحرير الوطني الجزائري و لكن أبدا لم تتخل آسيا التي أبدعت في اللغة الفرنسية عن قضيتها الجزائرية، قضية الثقافة واللغة والانتماء، وقد حملت روايتها الأخيرة عنوانا مثيرا هو: اختفاء اللغة الفرنسية، وكلما تحدثت آسيا عن معاناة المثقف الجزائري بين العربية والفرنسية تتذكر قول الأديب الجزائري محمد ديب القائل: "غربتي لغتي"، وتعد رباعيتها التي كتبتها بالفرنسية وترجمت إلي15 لغة عالمية أشهر أعمالها، حيث اختارت شخصياتها من العالم النسائي لتمزج فيها بين الذاكرة والتاريخ وتتكون من روايات نساء الجزائر وظل السلطانة والحب والفانتازيا وبعيدا عن المدينة، وتقول آسيا في كتابها الذي يعد سيرة ذاتية لا مكان في بيت أبي لفتاة تعيش بالجزائر العاصمة أن تخرج بدون إذن من المدرسة الثانوية لتتجول في الطريق فرحة بمشاهداتها، غير أن هذه الحياة العذبة كانت قبل عام واحد من انفجار كبير هز البلد بأكمله: أكتب ضد الموت... أكتب ضد النسيان... أكتب علي أمل أن أترك أثرا ما، ظلا، نقشا في الرمال المتحركة، في الرماد الذي يطير وفي الصحراء الممتدة للأعالي... صاحبة هذا النفس الشعري في الكتابة تقول عنها دوائر نوبل إنها المرة الخامسة التي ترشح فيها آسيا لنيل الجائزة، لكنها قد تنتظر طويلا داخل الصف مع الشاعر السوري أدونيس!. وتبقى جائزة نوبل للآداب تثير الكثير من الجدل، نتيجة ترشيح أسماء عربية لها وزنها على المستوى الدولي، وتوقعات بإمكانية فوزها غير أنه وفي آخر لحظة يتم إسقاطها، ليتم الإعلان عن فوز أديب من أي دولة أوروبية، دون معرفة المقاييس التي يتم الاعتماد عليها لاختيار الفائز بجائزة نوبل للآداب، ليبقى الأدب العربي بصفة عامة بعيدا عن حسابات القائمين عن هذه الجائزة العالمية.وتعد آسيا جبار من أشهر الروائيات في الوطن العربي، كما ذاع صيتها في العالم، حيث ساهمت بأعمالها الأدبية في ترقية قيم السلام. و كواليس نوبل تكشف الكثير من فضائح الرشوة والجنس والجاسوسية والمصالح الاقتصادية وفساد الضمير والذمة ،ودائما وراء جائزة نوبل للآداب بعد سياسي، فقد حرص القائمون عليها منذ القرن العشرين علي اختيار الأدباء الذين يعارضون دولهم وهكذا كانت نوبل أداة من أدوات الحرب الباردة المؤثرة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، وكانت أداة يتم استخدامها لمكافأة المتمردين علي روسيا لمصلحة أمريكا وحلفائها، ومن هنا حرص القائمون على أمر نوبل بحرمان عدد من كبار أدباء العالم الذين كانوا جديرين بها لمجرد أنهم كتبوا سطورا أبدوا فيها تعاطفا مع الاشتراكية وانتقادا للاستعمار والرأسمالية، ومن هؤلاء الكتاب العمالقة الذين نامت عنهم بالقصد مع سبق الإصرار والترصد عين نوبل: الكاتب البرازيلي الشهير جورج أمادو، والكاتب اليوناني العملاق كزانتزاكس، والأديب الإنجليزي الرائع جراهام جرين، وكان أسوأ ما فعلته نوبل عندما ذهبت لتضع هالة الفخار علي رأس الكاتب الإنجليزي الهندي المتعصب ضد الإسلام نايبول في عام2000،بينما المفروض في الجائزة أن هدفها خدمة الإنسانية واستخدام الأدباء الفائزين لموهبتهم الأدبية والفنية بصورة مؤثرة في التقريب بين الشعوب، وتقليل الصراعات المدمرة، وإيجاد نوع من التفاهم الإنساني الذي يساعد الناس في كل مكان علي أن يعيشوا في تعاون ورحمة وسلام . و رغم أن أديبتنا آسيا جبار لم تتحصل على نوبل إلا أنها تحصلت على أروع جائزة و هو حب أبناء وطنها و كل الوطن العربي و حتى الغربي الذين يحترمون قلمها.و يكفيها فخرا أنها تم تتويجها عام 2002 (بجائزة السلام) التي تمنحها ألمانيا خلال معرض فرانكفورت تكريماً لكبار الأدباء أما مسيرتها الإبداعية فأبرز تكريم لها هو انتخابها عضوا في أعرق مؤسسة تعليمية في فرنسا وهي الأكاديمية الفرنسية لتصبح بذلك الشخصية العربية الأولى والشخصية النسائية الخامسة في الأكاديمية الفرنسية التي تعرف ''بمؤسسة الخالدين''، والتي تتألف من أربعين خالدا أوكلت إليهم فرنسا مهمة السهر على احترام اللغة الفرنسية وتأليف قواميسها.