تعيش السينما الجزائرية حاليا، على وقع نهضة حقيقية، من خلال إنجاز عدد من الأفلام الثورية، التي عادت إلى الواجهة من جديد، وها هي اليوم تنبعث من دخانها، بعد غياب طويل، مسجلة بذلك عودة قوية في المشهد السينمائي، على الصعيدين الوطني والدولي، كما كانت عليه في سابق عهدها وزمن تألقها في فترة السبعينات والثمانينات، من خلال أعمال تسعى إلى التعريف بتاريخ حربنا المجيدة وثورتنا الخالدة ضد الإستعمار، وتضحيات اأبطالنا الأحرار وشهدائنا الأبرار، ممن سقوا بدمائهم أرض الوطن في سبيل الإستقلال وتحرير البلاد والعباد، لجيل اليوم وأيضا للأجيال اللاحقة.. عادت أفلام الثورة خلال العشرية الحالية، من خلال بعض الأعمال الجادة على غرار فيلم »أنديجان« أو »الأهالي« للمخرج المتميز رشيد بوشارب، الذي عرف كيف يستثمر ويستوحي أفكاره من التاريخ، وكيف يبحث ويتوغل في خباياه، فما كان له إلا أن يفتح صفحة من صفحاته، اعتبرها منسية وراح ينفض الغبار عن الذين جندوا إجباريا من أبناء الوطن في صفوف الجيش الفرنسي للمشاركة في حرب الهند الصينية، ويبدو أنه وجد متعة في سرد حقائق وقصص التاريخ فعاود التجربة في فيلم »خارجون عن القانون«. الذي أعطى من خلاله لمحة خاطفة عن الظلم والطغيان الذي مارسه الإستعمار في حق أبرياء عزل وقبل هذا الفيلم قدم أحمد راشدي فيلم »مصطفى بن بولعيد« إستعرض من خلاله محطات هامة من المسار النضالي لأحد أسود الجزائر وهاهو المخرج سعيد ولد خليفة يتأهب لإنجاز فيلم حول الشهيد البطل أحمد زبانة، أو من طبق عليه حكم الإعدام بالمقصلة ابان الإستعمار في حين هناك أعمال أخرى تنتظر من يأخذ بيدها ويخرجها إلى النور، على غرار فيلم الأمير عبد لقادر والشيخ المقراني والعقيد لطفي وكلها مشاريع لاتزال حبرا على ورق وحبيسة الأدراج الى اشعار لاحق..