جلبت تظاهرة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 الكثير من المشاريع و البرامج المتنوعة لولاية قسنطينة ، فمنذ اختيار مدينة الجسور المعلقة كعاصمة للثقافة من قبل منظمة اليونسكو انهالت البرامج الثقافية و الفكرية و الأدبية و الفنية على المكلفين بإعداد برنامجها الخاص وذلك حبا في المشاركة بهذا الحدث الكبير،هذا إلى جانب مختلف المشاريع الهادفة إلى ترقية و تعزيز هياكل المدينة التاريخية مع إعادة الاعتبار لكل صروحها و معالمها الحضارية، و الكل يعلم أن قسنطينة تتجهز لتلبس أحلى حلة لتحتفل بالثقافة العربية رغم أن المدينة تعتبر في حد ذاتها متحفا في الهواء الطلق و قلعة محصنة بجسورها و صخورها الشاهقة ما يجعلها مدينة ساحرة تخطف أنظار زائريها من الوهلة الأولى. أسابيع ثقافية جزائرية و عربية في الانتظار حضرت محافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية برنامجا ثريا و ضخما لخوض فعاليات التظاهرة بكل ثقة ،حيث يشمل البرنامج العديد من المعارض و الحفلات الفنية و الموسيقية الكبرى إلى جانب العروض و المهرجانات و الملتقيات، و كل ما يتعلق بالتراث و الثقافة و الفن و الأدب، فمن المقرر تنظيم 5 استعراضات لمراحل ماضية مخصصة لعدة فنانين مع تنظيم 7 معارض تتضمن مواضيع مختلفة ، وكذا أكبر معرض للنحت الجزائري و 11 معرضا للتراث مع نشر عدة كتب منها ألف عمل في مختلف الميادين طول السنة و بتنظيم أيام دراسية مؤتمرات و صالونات متعلقة بالكتب و النشر،ولما تلعبه الموسيقى من دور في إبراز ثقافة المدينة و نوعية فنونها فسيتم تنظيم أكثر من 180 حفلة موسيقية كبرى على مدار السنة وذلك ما بين القاعة الكبرى للعروض و قاعة مالك حداد و آل خليفة ناهيك عن 195 حفلة موسيقية أخرى ما بين ساحة التمثال بباب القنطرة و ساحة أول نوفمبر المعروفة باسم " لابريش" المسرح الجهوي و ساحة الجامعة، ناهيك عن إقامة و توطين مجموعة من المهرجانات الثقافية للموسيقى بقسنطينة وإطلاق 3 قوافل فنية تجمع أكثر من 3 آلاف فنان بتنظيم ليالي الموسيقى والأغنية العربية، وباعتبارأن الثقافة متعددة الألوان و مختلفة الطبوع، فقد تم برمجة 36 عرض خاص بالبالي وطني و دولي و 3 مهرجانات رقص عربية,إفريقية فولكلورية و معاصرة مع نشر كتاب حول تاريخ البالي الوطني الجزائري، وعن الفنانين يتكون هناك إقامة خاصة بهم من أجل التكوين و الكوريغرافيا إضافة إلى أسبوع خاص بالفلكلورالعربي و تنظيم مسابقة لأحسن تصميم رقص كوريغرافيا للثانويات ، و في سياق المسرح و السينما ، من المقرر أن تحتضن التظاهرة على مدار عام كامل 108 عرضا مسرحيا و أكثر من 200 عرض مسرحي بولايات الشرق الجزائري وكذا تنظيم 12 عرضا فكاهيا بالقاعة الكبيرة للعروض،أما فيما يخص المهرجانات المتعلقة بالتخصصات المسرحية فسوف تنظم 4 مسرحيات ومسابقة لأحسن مسرحية بالثاويات،كما لا تخلوا فعالياتها من نشر مؤلف حول المسرح العربي مع إنتاج أكثر من 40 عمل مسرحي فيما تخصص إقامة لهؤلاء الفنانين من أجل التكوين و الكتابة،هذا للتظاهرة نصيب من الفن السابع بإنتاج 5 أفلام سينمائية و 9 أفلام وثائقية و كذا ملتقيات سينمائية و سمعية و بصرية، في ذات السياق تعرض بمعدل ثلاث أعمال شهريا ويعاد عرض الأعمال بالولايات المجاورة بنفس الشهر، وعن نصيب تلاميذ الثانويات من البرامج فسيتم تنظيم مسابقات إنشاء محال لكتابة النصوص السينمائية كما سيتم عرض أفلام في شوارع و بلديات قسنطينة وسينظم مهرجان ذو صبغة تنافسية يشمل جميع الإنتاجات ناهيك عن 4 أسابيع ثقافية شهريا كل أسبوع مخصص لولاية من الوطن وأسابيع ثقافية أخرى لكل بلد عربي مشارك. معارض لمخطوطات المدينة القديمة يعتبر التراث المادي و المعنوي عنصرا هاما في التظاهرة و جزءا لا يتجزأ من هوية مدينة سيرتا، لذلك برمجت الجهات الوصية عدة مشاريع منها أشغال لإعادة تهيئة القطاعات التراثية المحمية لقسنطينة و إنجاز حفريات أثرية مع إقامة ورشة تعليمية تضم طلاب و أساتذة علم الآثار مع إعادة نشر في شكل باقة لمجلة "ديوان مجتمع باحثي آثار قسنطينة "، لتشمل الترميمات دار صالح باي و إعادة تهيئة و افتتاح مسار درب السياح حتى يتم تنظيم زيارات لجميع المواقع الأثرية بمشاركة وزارة التعليم العالي،فيما ينظم ملتقى دولي حول إفريقيا الرومانية و إقامة معرض ضخم للمخطوطات القديمة لقسنطينة دون نسيان نشر كتابان الأول بعنوان "سيرتا قسنطينة عاصمة سماوية لخليفة عبد الرحمان " و الثاني يخص نصيرة بن صديق المكرس لقسنطينة، وفيما يخص شق التراث المعنوي فمن المقرر تسجيل التراث الموسيقي و نشر مالوف قسنطينة إذ يشمل 36 قرص مضغوط مع تسجيل و نشر 8 باقات أقراص مضغوطة لمختلف فناني المالوف عروبي أو محجوز، و في ذات الصدد يتم تسجيل أجزاء جديدة من طرف الشيخ مصطفى لمسامر لغناء العيساوة و مقاطع موسيقية من نوع الزنداني وكذا نشر 5 مؤلفات متعلقة بالعناصر الأساسية للتقاليد القسنطينية و معرضان حول الموسيقى الأندلسية و الموسيقى التقليدية، لتكون الأفلام الوثائقية حاضرة بقوة مع النشرة، حشاشي،عيساوة و ديوان موسيقى قسنطينة و شيوخ قسنطينة، كلها برامج مقررة لمواكبة التظاهرة العربية التي تعمل قسنطينة للتحضير لها بشكل مكثف وبتسخير كل الإمكانيات المادية و البشرية في وقت تعتزم إشراك كل مثقفيها و أدبائها و فنانيها حتى يساهموا في تصدير الثقافة الجزائرية للأشقاء العرب و حتى تكون المدينة خير مثال عن الثقافة الأصالة و الحضارة العربية .