كانت المسيرة المنددة بالإسلام و التي دعت إليها منظمة بيغيدا ( وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب) المنتمية إلى اليمين المتطرف و مقرها مدينة دريسدن الألمانية في أوائل جانفي 2015( و التي قابلها رد فعل جريدة شاغلي أبدو قبل العملية الإجرامية التي أودت بطاقمها ) بتخصيص عدد لمحاربة العنصرية في أوربا - كانت- الفتيل الذي أوصل إلى تفجير أوربا و الغرب بصفة عامة ضد الإسلام و المسلمين الذين أصبحوا العدو رقم واحد لحركات التطرف الأوربية و التي راحت تتشكل في جمعيات و منظمات مناهضة للإسلام بهدف تأليب الرأي العام ضده دون فهمه و التمييز بين فِرقه لتعود بذلك موجة الغضب و ملاحقة المسلمين و الإساءة للإسلام التي ظهرت بشكل بارز و فجرت الحقد رسميا على هذا الدين منذ اعتداءات 11 سبتمبر . و حسب القانون الأساسي الذي نشأت بموجبه حركة بيغيدا في خريف 2014 فيجب طرد المسلمين من كامل الغرب و الإبقاء فقط على السكان الأصلين الذين اعتنقوا الإسلام لأنهم في أوطانهم مع ضرورة مراقبتهم و عدم التمادي في قبول مطالبهم ( التي هي حقوق في أوربا ) مثل إقامة الشعائر و بناء المساجد. و عن أسباب قيام الحركة التي تعتبرها كثير من الأوساط الاعلامية و السياسية و باقي النخبة عنصرية فيقول مؤسسها ليتز باخامان ( و الذي استقال من منصبه في جانفي 2015 بعد نشر إحدى الصحف لصورته مشبهة إيّاه بهتلر) أن النشأة جاءت تبعا للخوف من أن يصبح المسلمون أكثرية في أوربا. و امتدت مظاهرات " بيغيدا" من دريسدن إلى بدن بدن و ميونيخ و حشدت الآلاف من المتعاطفين معها و قابلتها مظاهرات أخرى مناوئة لها و وصفتها بالحركة العنصرية لاسيما في برلين . و استطاعت الحركات الرافضة لبيغيدا من قطع الطريق على متظاهريها في برلين في الوقت الذي أحتشد أكثر من 22 ألف متظاهر في باقي المدن الألمانية يوم 5 جانفي الماضي . و قد تحركت المستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل على جناح السرعة معلنة أن بيغيدا حركة عنصرية و دعت المواطنين إلى عدم الاستجابة لتحريضها. بل و قالت أن قلوب منظمي هذه الاحتجاجات مليئة بالحقد. وقالت أنجيلا ميركل إنه لا يجب اتباع هذه الحركة في ما تنادي إليه ونبذ أفكارها التي تدعو إلى الكراهية وتصدر أحكاما مسبقة ، مؤكدة أن مساعدة كل من يسعى إلى ألمانيا كلاجئ أمر مسلم به . وصرحت ميركل "بالرغم من وجود حرية للتظاهر في ألمانيا إلا أنه ينبغي للجميع توخي الحذر من استخدامهم كأداة من قبل أصحاب هذه الحركات مثل حركة "بيغيدا" مبرزة أنه لا مكان للتحريض والتشهير بمن يأتي إلينا من بلدان أخرى. مخاوف الأقليات المسلمة وتسببت المظاهرات المستمرة لمؤيدي ""بيغيدا" في ولايات ألمانية في إثارة المخاوف لدى الأقلية المسلمة حيث حذر سياسيون وأكاديميون من خطورة تلك الحركة وسعيها إلى تغيير الطابع المنفتح للمجتمع الألماني. وأشار خبراء ألمان و دبلوماسيون إلى أن حركة "بيغيدا" سعت مثل حركات يمينية أخرى عبر التاريخ ، إلى استغلال الواقع القائم المتمثل في ملاحقة الإسلاميين المتشددين فضلا عن التوظيف السلبي لمخاوف الألمان عموما وذلك عبر تحقيق أهدافها المعادية للإسلام والأجانب. بدورهم لم يقف مسلمو ألمانيا مكتوفي الأيدي بل جاء على لسان ممثلهم عبد الصمد اليزيدي بأن الحركة بدأت فعلا تخيف مسلمي ألمانيا لأن مظاهراتها صارت حاشدة و تضم الآلاف من الأشخاص كما أنها لا تقتصر على اليمين المتطرف بل كثير من الأطياف السياسية و الاجتماعية الاخرى. و قد ربط الاعلام الألماني تصريحات السياسيين المؤيدين للحركة بيغيدا بالانتخابات و حصد الأصوات في المواعيد القادمة. و قد عبر هؤلاء في أكثر من مناسبة عن رد فعلهم من الإسلام في ألمانيا بالنهج الذي يتبعه المسلمون المتطرفون و هو ما يُصعب على كثير من الألمان مهمة فهم الإسلام فهما صحيحا .