شهدت مدينة دريسدن الألمانية، الليلة قبل الماضية، تظاهرات ليلية حاشدة، احتجاجا على حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (بيغيدا)، المعادية للمهاجرين والمسلمين في الدول الغربية، رغم القرار الذي اتخذته قوات الأمن الألمانية، بشأن منع جميع الاحتجاجات ل"دواع أمنية" حسب وكالة الأناضول للأنباء. وتجمّع عددٌ كبير أمام مبنى رئاسة الوزراء بالعاصمة برلين، ورددوا هتافات مناصرة للمهاجرين، منها: لا للتفرقة العنصرية، لا لمعاداة الأجانب، لا للإرهاب، ورفعوا لافتاتٍ كتب عليها برلين من أجل تعدّد الألوان، وحقوق الإنسان دولية. ونظم نحو 8 آلاف شخص مسيرة في مدينة ويسبادن، احتجاجا على أنشطة "بيغيدا"، وشارك في المسيرة مؤسساتٌ تعنى بالمهاجرين، ومنظمات مجتمع مدني، والاتحاد الإسلامي التركي. كما شارك أكثر من 10 آلاف شخص في مدينة ميونخ مطالبين ب"مجتمع واضح ومتسامح"، وارتدوا ملابس متعددة الألوان في إشارة إلى التعددية في المجتمع. إلى ذلك، ركزت بعض عناوين كبريات الصحف الأمريكية والبريطانية الصادرة أمس على المسيرات المعادية للإسلام والمسلمين وكره الأجانب التي تجتاح ألمانيا بقيادة حركة "بيغيدا"، وتناولتها بالنقد والتحليل. فقد أشار الكاتب تيموثي غارتون آش في مقال بصحيفة "غارديان"، حسب "الجزيرة نت"، إلى أن السياسيين من اليمين المتطرّف الكارهين للأجانب والمعادين للهجرة وللمسلمين يسعون إلى جمع أصوات في كل أنحاء أوروبا، وأن هذا التوجّه يشكل خطرا حقيقيا سيجرّ الأقليات المتطرفة والمسلمين والمعادين للمسلمين إلى الاتجاه الخطأ، ولن يمنع ذلك سوى الوعي والجهد الدؤوب من الذين يخشون خروج الأمر عن السيطرة. واعتبر المقال حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والأجانب في ألمانيا "مصّاصة دماء" يجب القضاء عليها. أما مقال صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فقد شكك في مسيرات "بيغيدا" الحاشدة في ألمانيا احتجاجا على "أسْلمة أوروبا" وأشار إلى أن تحت هذه الشكوى مجموعة من المخاوف بشأن الهجرة والأمن والاقتصاد وأوروبا ظلت طي الكتمان فترة طويلة في ألمانيا. ويقول أحد خبراء السياسة الألمان إن "الخوف من الإسلام لا يمثل دورا رئيسيا ولكنه مجرد واجهة لمسيرات بيغيدا وهو مثل عدو خيالي". وفي السياق نفسه نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" تحذير رجال أعمال ألمان من أن حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والأجانب والهجرة تخنق اقتصاد ألمانيا وتضرّ بسمعتها، وقالوا إن الحركة لا تمثل ألمانيا ولا شعبها ولا اقتصادها. يشار إلى أن الحركة تأسست العام الماضي في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا ومنذ ذلك الحين وهي تنظم مظاهرات أيام الاثنين ضد الهجرة من البلدان ذات الكثافة السكانية من المسلمين. ميدانياً، أعلنت الشرطة الألمانية عن مداهمات جديدة جرت صباح أمس الثلاثاء، في أوساط من سمتهم "مشتبهين بالتطرف"، بعد تلك التي جرت الجمعة الماضية في برلين، مؤكدة عدم توقيف أحد. وجرت المداهمات الجديدة في 13 شقة في برلين، وكذلك في مقاطعتي براندنبرغ المجاورة لبرلين وثورينغن (شرق)، بحسب بيان للشرطة ذكر أن 200 عنصر شاركوا في العملية. وتحقق الشرطة في أوساط المقربين من شخصين "مشتبه بهما" أوقفا في عمليات الجمعة الفائت في برلين هما "عصمت. د"، "وأمين. ف." وأوضحت الشرطة أن الأفراد الذين استهدفتهم المداهمات كانوا على "علاقة وثيقة" مع الموقوفين، لكنهم حتى الساعة لن يتلقوا اتهامات رسمية.