ينطلق مساء اليوم الافتتاح الشعبي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية حيث تتحضر 23 شاحنة بمقصورة عسكرية تحمل شعارات وأعلام الدول العربية المشاركة في هذا الحدث الهام فحسب ما كشف عنه مدير الثقافة لولاية قسنطينة السيد "جمال فوغالي" للجمهورية أن الافتتاح الشعبي ينطلق في حدود الساعة السابعة مساءا ينطلق من مدينة ماسينيسا ببلدية الخروب عبر قوافل تضم مدرعات عسكرية تمثل 22 دولة عربية أشرف على انجازها الديوان الوطني للثقافة والإعلام و أبدع فيها فنانون جزائريون بمساهمة فعالة من الجيش الشعبي الوطني الذي سيلعب دورا أساسيا خلال حفل الافتتاح لتمر القوافل عبر منطقة سيساوي و صولا لباب القنطرة تم تصعد باتجاه طريق جديدة إلى باب الواد مرورا بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة نحو الأقواس,شارع عبان رمضان المسلات باتجاه مالك حداد فالحماية المدنية ثم العودة لبلدية الخروب في أجواء احتفالية بهيجة تنير سماء مدينة سيرتا التي تتأهب لاحتضان الافتتاح الرسمي و الانطلاق في البرامج و العروض. الهياكل الثقافية تتزين بشهر التراث وعرس قسنطيني وسط المدينة تحت شعار التراث و الإقليم تنطلق بالهياكل الثقافية الموزعة عبر تراب بلديات ولاية قسنطينة فعالية التظاهرة السنوية شهر التراث التي تأتي بالموازاة مع حدث عاصمة الثقافة العربية ذلك من 18 أفريل و إلى غاية 18 ماي إذ يكون حفل الافتتاح وسط مدينة قسنطينة بالعرس القسنطيني إضافة إلى عروض فلكلورية تبرز التراث الثقافي للولاية أما بالمركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب فستنظم معارض متنوعة تتضمن اللباس التقليدي النسائي و الرجالي القسنطيني,الطبخ و الحلويات التقليدية,معرض للنحاس من تنشيط جمعية جسور,هذا و سيحتضن بهو دار الثقافة محمد العيد آل خليفة معرضا للفنانة التشكيلية سامية فيلالي تحت شعار قسنطينة أم الحواضر من 25 أفريل إلى غاية 2 ماي ليكون معرض الصور الفوتوغرافية الرقمية للفنانة سهام صالحي حاضرا بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة حيث يتضمن أجمل الصور لمدينة قسنطينة أما المتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية فسيستقبل عيد تقطير الزهر و الورد إلى جانب استعراضات فلكلورية و معارض و أمسيات شعرية و جلسات حول عادات و تقاليد قسنطينة,ومن الرابع إلى غاية التاسع من شهر ماي سيكون المركز الثقافي محمد اليزيد على موعد مع استقبال الصالون المحلي للأطباق و الحلويات التقليدية القسنطينية حيث يتضمن طبق الشخشوخة,الرفيس,طبق شباح الصفرة,حلوى الجوزية,حلوى البقلاوة أما في سياق المحاضرات و الأيام الدراسية فستحتضن المكتبة البلدية عين سمارة الطبعة السادسة من أسبوع القراءة للجميع تحت شعار التراث و المدينة بين الأوعية الكلاسيكية و التكنولوجية ناهيك عن تنشيط مجموعة من المحاضرات بالمتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية و ينشط دكاترة و أساتذة محاضرات حول المعالم التاريخية داخل الإقليم لتتوالى الملتقيات و المسابقات حيث تنظم أيام دراسية حول تغير الإقليم,سر تنوع التراث و ثرائه و ملتقى حول قسنطينةالمدينة,إقليم تراثي و حضاري عبر العصور بالمكتبة البلدية عين سمارة إضافة إلى مسابقة لفائدة تلاميذ المتوسطات خاصة بأحسن بحث حول المعالم التاريخية بولاية قسنطينة ناهيك عن عدد من الزيارات الأثرية و العلمية للمواقع الأثرية كتيديس ضريح ماسينيسا المتحف العمومي سيرتا و المسجد الكبير. زينيت يعانق ملحمة قسنطينة الكبرى و سرد لتاريخ المدينة عبر حقبات زمنية تتأهب قاعة العروض الكبرى زينيت لعرض ملحمة قسنطينة خلال الافتتاح الرسمي للتظاهرة يوم غد حيث ستروي حسب مدير الثقافة جمال فوغالي تاريخ المدينة عبر 5 حقب زمنية من المرحلة النوميدية و البيزنطية,الفتوحات الإسلامية و الحقبة العثمانية و الاستعمار الفرنسي إلى غاية تحقيق النصر و الاستقلال من خلال لوحات فنية كوريغرافية يعبر عنها الفنانون بالعروض المسرحية الغناء و الرقص و بالاستعانة بتقنية الصورة ثلاثية الأبعاد ذلك من أجل تقديم صورة مبهرة للجمهور و أخذه بخياله إلى واقع لم يعش تفاصيله قبلا لتكون هذه الملحمة علامة فارقة بأن الجزائر بإستطاعتها إبهار العالم عبر ثورة تحريرية عظمى خلقت العزم و الإبداع و تجسدت في ملحمة قسنطينة الكبرى التي كتبها دكاترة مختصون في مجال التاريخ و ينحدرون منها بشخصياتها التاريخية و أبطالها و علمائها الضاربين في عمق التاريخ شأن هذه المدينة ليكون عرضا مبهرا بلغة عربية فصحى تأكيدا على بعد التظاهرة العربي بامتياز كما ستشكل الملحمة في حد ذاتها مرجعية لتاريخ قسنطينة,أما قصر الثقافة مالك حداد سيفتتح بمعرض إستثنائي للصناعات التقليدية و بطبعة أولى لعرض سينوغرافي بامتياز و قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة الذي أصبح بعد تهيئته مقصدا للناظرين من أهل المدينة وغيرهم سيفتتح بمعرض للفنان التشكيلي المرحوم"كمال نزار" في عرض فني سينوغرافي مبهر إضافة إلى معرض للمخطوطات القديمة الذي سيكون من أرقى المعارض أما في الطابق العلوي الذي يعانق السماء بإضاءة ربانية سيضم به معرض للماليك النوميدية تأكيدا على أن قسنطينة تمتد جذورها إلى الأمازيغ الأحرار و أن تاريخ قسنطينة يعانق بعضه بعضا إذ سيشهد المعرض على تواجد أجدادنا الأمازيغ في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وهو من إنجاز المتحف الوطني العمومي سيرتا و سيتأكد للجميع أن تاريخنا بخصبه و ثراءه و تنوعه حاضرا للأبد مصداقا لقول العلامة ابن باديس نحن أمازيغ عربنا الإسلام,أما المسرح الجهوي الذي إستعاد رونقه بكل تجهيزاته الجديدة فمن المرتقب أن تعرض به أول مسرحية في التظاهرة من إنتاج المسرح الجهوي بعنوان صالح باي و من إخراج الفنان الكبير المخرج الطيب دهيمي مع فريق من الممثلين و الممثلات مع العلم أن المسارح الجمهورية عبر التراب الوطني ستحتضن 1100 مسرحية طيلة السنة هياكل ثقافية ستستلم بأشهر التظاهرة و 80 كتاب للطبع و النشر تتواصل الأشغال بعدد من الهياكل و دور الثقافة و المكاتب بولاية قسنطينة حيث تم الانتهاء مؤخرا من أحد الأجنحة الخاصة بالمكتبة الحضرية باب القنطرة التي تم اكتشاف بها باب أثري سيتم إظهاره و المحافظة عليه ليعانق التاريخ القديم و المعاصر إضافة إلى 6 دور ثقافة جديدة عبر الولاية ستدشن خلال أشهر التظاهرة إضافة إلى متحف الفن و التاريخ ستنظلق به الأشغال قريبا,المدرسة و متحف الشخصيات التاريخية الذي سيكون جاهزا بداية السنة القادمة مع انطلاق الأشغال بمتحف الفن و الصناعات التقليدية ليستمر التراث الثقافي عبر الكثير من المساجد الزوايا المساحات العمومية الفنادق القديمة و المدينة العتيقة إضافة إلى إعادة الاعتبار لضريح سيدي محمد الغراب ضريح ماسينيسا تيديس,و في سياق الكتب التي ستطبع و تنشر خلال التظاهرة فقد أنهت اللجنة الوطنية للقراءة تقريرها النهائي إذ وصلت المخطوطات إلى 8 آلاف مخطوط في شتى المعارف و فنون الإبداع و تم اختيار 800 عنوان و 500 عنوان آخر ليكون لصندوق الإبداع في وزارة الثقافة سيتم نشر 800 عنوان في شتى المجالات خلال التظاهرة,هذا وقد أكد مدير الثقافة جمال فوغالي أن قسنطينة تستحق أن تكون عاصمة للثقافة العربية فالملف الذي قدم لمنظمة الألسكوا كان حافلا بالزخم التاريخي الثقافي العمراني إذ أن قسنطينة كانت مفترقا للحضارات تربعت بموقع إستراتيجي فوق صخرة عتيقة جعلت منها أشبه بالتحفة الفنية فهي اليوم تتحضر ليكتب عنها التاريخ مجددا و التظاهرة بكامل عروضها و فنونها و منشآتها الثقافية الجديدة ستجعل من قسنطينة رأس الدار و البيت الكبير الذي يمكن له أن يحتضن الجميع دون استثناء و الفضل يعود لرئيس الجمهورية الذي أعطى المدينة هذه الدفعة القوية حتى تتألق كنجمة وسط السماء الصافية.