تحجب، المواقع الصينية التي تدعو للتطرّف الديني والإرهاب بالنظر إلى العدد الكبير للقوميات المتواجدة والتي تصل إلى 56 قوميّة وكل واحدة لها عاداتها وتقاليدها، ما يعني أن أي معلومة لا تخدم الوحدة الوطنية والتواصل بين القوميات لا يمكن نشرها وهو نفس ما يتعامل به بالنسبة للمواقع الإباحية، هذا أبرز ما تناولته المحاضرات خلال الدورة التكوينية الخاصة بالإعلاميين العرب المنظمة من طرف وزارة التجارة الصينيةببكين والتي شدّد فيها المحاضرون على ضرورة تحمّل الدولة المسؤولية الاجتماعية وسن اللوائح والقوانين وضمان سلامة وأمن مواطنيها على شبكة الانترنت. بعد أسبوع كامل من المحاضرات لفائدة إعلاميين من 8 دول عربية وهي الجزائر، موريتانيا، فلسطين، الأردن، مصر، السعودية، قطر والعراق وذلك بمعدّل محاضرتين في اليوم، سلّط المحاضرون الضوء على أهم المحطات الإعلامية ووسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة في العاصمة بكين حيث كانت تتبع كل محاضرة بزيارة لمحطة إعلامية كوكالة الأنباء الصينية شينخوا ومحطة تلفزيون "سي سي تي في" بالإضافة إلى محاضرات أخرى حول واقع الانترنت ودوره ومسؤوليته الاجتماعية في الصين وكذا الوضع الراهن لتطور وسائل الإعلام الصينية والتعاون الإعلامي الصيني العربي بالإضافة إلى محاضرات أخرى تطرّق فيها المحاضرون إلى نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي وتطوّر شتى الأعمال بالمناطق المأهولة بأبناء الأقليات القومية في الصين. 2568 مؤسسة إذاعية وتلفزيونية وبلغة الأرقام بلغ عدد الصحف المنشورة في الصين حوالي 1915 صحيفة منها 219 تنشر على المستوى الوطني و799 تنشر على مستوى المقاطعات و878 تصدر بالمدن ليصل عدد الكمية المطبوعة إلى 48241 مليار نسخة. كما أظهرت أحدث الإحصائيات أن عدد مؤسسات البث الإذاعي والتلفزي في الصين بلغ 2568 مؤسسة منها 251 مؤسسة إذاعية و272 مؤسسة تلفزيونية، وتبث هذه المؤسسات 4199 برنامجا منها 2863 برنامجا إذاعيا و1336 برنامجا تلفزيونيا، كما بلغ عدد القنوات التلفزيونية ذات التقنية العالية الوضوح 50 قناة، وحتى نهاية 2013 بلغ إيرادات قطاع الإذاعة والتلفزيون في أنحاء الصين 373488 مليار يوان. ومن أهم التحديات التي تواجه وسائل الإعلام التقليدية قي الصين تلك الناتجة عن الإعلام الجديد الذي تمثله شبكة الانترنت بالإضافة إلى التقلّص الشديد لعدد الجمهور المتلقي لوسائل الإعلام التقليدية وتوجّهه نحو الإعلام الجديد، مما يجعلها تواجه أزمة " البقاء على قيد الحياة". 47,9 بالمائة من الصينيين يستخدمون الانترنت من جهة أخرى وحسب البيانات التي قدّمت لنا، فإنّه ولغاية ديسمبر 2014 بلغ عدد مستخدمي الأنترنت في الصين 649 مليون شخص وهو ما يعادل 47,9 بالمائة من عدد سكان الصين وبلغ متوسّط استخدام الفرد الصيني للأنترنت 26,1 ساعة أسبوعيا، كما سجّل عدد مواقع الأنترنت الصينية نموا بنسبة 4,6 سنويا ليصل إلى 3,35 مليون موقع. على الدولة تحمّل المسؤولية الاجتماعية وسن اللوائح والقوانين وضمان سلامة وأمن مواطنيها على شبكة الأنترنت، هذا أهم ما لخصت إليه المحاضرات في اليوم الثاني، حيث أنه تمّ التأكيد على أن من يعيش في الصين عليه أن يلتزم بالخطوط الحمراء السبع والتي لا يجب تجاوزها سواء كان تجاه القانون، حيث أنه أي مواطن في الصين متصفّح للأنترنت ملزم باحترام وحماية مصلحة الدولة والمصلحة العامّة وكذا احترام الحقوق الشرعيّة للمواطنين وكذا اللوائح والأنظمة الاجتماعية، الأخلاق، وصحّة المعلومات، حيث أنه من يخالف القانون يعاقبه القانون والعدالة الصينية ومن يخالف الأخلاق يعاقب من طرف الرأي العام. في سياق مغاير، وخلال محاضرة حول نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي وتطوّره في الصين، تم التأكيد أيضا على تواجد 56 أقلية في الصين تتكلّم 80 لغة و70 لهجة تعيش في المناطق الغربية والشمالية والحدودية، إلا أن القانون يطبّق على الجميع، على حد تعبير المحاضر، مؤكدا، أن مختلف القوميات يحق لها إدارة شؤون الدولة بصورة متساوية، وتتمتع بحق استخدام وتطوير لغتها المنطوقة والمكتوبة وبحرية الاعتقاد الديني والحفاظ على عاداتها وتقاليدها أو إصلاحها كما تولي الدولة اهتماما بالغا لتربية وتوظيف الكوادر من الأقليات القومية. ولعلّ أبرز تحدي تواجهه الصين حاليا هو تحقيق التنمية المتوازنة بين مختلف القوميات والمناطق وكذا تحدي زيادة الاحتكاكات الناتجة عن النزاعات الاقتصادية والاختلافات الثقافية.