تشترك كل من وكالة الأنباء الرسمية الصينية «شينخوا» و«تشاينا موبايل»، أكبر مشغل اتصالات محمول في الصين، في تأسيس شركة تطور محرك للبحث على الإنترنت عبر المحمول في الصين، حسب ما أعلنته هاتان المجموعتان الحكوميتان مؤخراً. تأتي هذه الخطوة وسط اضطرابات في سوق بحث الإنترنت الصينية فيما تسعى شركات عديدة لاقتناص حصص في السوق عقب خروج «جوجل» الأميركية جزئياً من السوق الصينية هذا العام بسبب خلاف مع حكومة بكين على مسألة الرقابة والأمن، فيما لم يتيسر الاتصال بوكالة شينخوا للتعليق. وقال زهو زينشينج نائب مدير شينخوا وفقاً لتقرير وكالة الأنباء: “إن التعاون الجاري حالياً خطوة مهمة لمصلحة كل من الحزب الشيوعي والدولة ولحماية المصالح القومية الصينية والحفاظ على أمن معلومات الصين وتعزيز تشكيل واجهة رأى عام في الإعلام الجديد وتوسيع التأثير الدعائي المحلي والخارجي وزيادة امكانية توجيه الرأي العام للإعلام الرسمي الصيني”. كما تنشغل مؤسسات الإعلام الحكومية الصينية بالاستحواذ على حصص في شبكات تلفزيونية خارجية، فعلى سبيل المثال أطلقت وكالة أنباء شينخوا شبكة تلفزيونية باللغة الإنجليزية هذا العام ووافق صندوق حكومي مؤخراً على الاستحواذ على حصة أغلبية في ثلاث قنوات تلفزيونية تملكها مؤسسة نيوز كورب. وأضحت سياسة بكين التي تتيح لمشغلي الاتصالات دخول أسواق البث الإذاعي والتلفزيوني بمثابة حافز لتوسيع أعمال العديد من الشركات الحكومية، فقامت «سي سي تي في» مؤسسة البث التلفزيوني الحكومية الرئيسية بالصين بالتنسيق مع شركة تشاينا يونيكوم، ثاني أكبر مشغل هواتف محمولة في الصين، لتطوير محرك بحث جديد، كما تقوم أيضاً بيبولز نت الشبكة الناطقة رسميا بلسان الحزب الشيوعي بتطوير محرك بحث. ويعتبر عدد مستخدمي الإنترنت في الصين البالغ 420 مليون نسمة الأكبر على الصعيد العالمي غير أن شركات البحث تقول إن سوق البحث في الصين البالغة إيراداتها 2.67 مليار ريمنمبي (393 مليون دولار) في الربع الثاني من 2010، لا تزال أمامها مجال كبير للنمو. وقال محللون إن تأثير تعطل أعمال مجموعات البحث مثل جوجل وبايدو رائدة السوق في الصين سيكون محدوداً. وقال لي زهي خبير البحث في مجموعة أناليسيس لبحث الإنترنت المتمركزة في بكين: “أرى قليلاً من التأثير أو عدم وجود أي تأثير على بحث شبكة الإنترنت، ولكن قد يكون هناك بعض التأثير على بحث المحمول”. وقال والاس تشيونج المحلل في كريدي سويس: “لن يكون هناك تأثير من حيث حجم مرور البيانات”. وأضاف أنه نظراً لأن بحث المحمول لا يزال في مراحله الأولى في الصين وأنه يتعين على الشركات إيجاد طريقة لتقنينه فإن أهميته لشركة بايدو وغيرها من شركات البحث لا تزال غير واضحة.