تم إكتشاف قبر فينقي وعدة معالم تاريخية بالقصبة القديمة بحي "سيدي الهواري" العتيق بمدينة وهران خلال حملة تنظيف واسعة النطاق التي إنطلقت منذ الأسبوع الماضي حسبما أستفيد لدى ملحقة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية. وقد عثر على هذا القبر الذي يبلغ طوله مترين و يوجد داخل صندوق منحوت بالحجارة المصقولة قرب حصن الجرس (لاكمبانا) بأعالي القصبة القديمة لوهران الممتدة على مساحة 4ر5 هكتار وفق مسؤول المعالم الأثرية بالملحقة. وتم الاكتشاف بحضور مختصين بالديوان المذكور ومن المركز الوطني للبحث في علم الآثار للجزائر العاصمة وبمشاركة فرقة متعددة الاختصاصات متشكلة من مؤرخين وأثريين ومهندسين معماريين وجيولوجيين يضيف السيد ماسينسيا أورابح. ويدل وجود قبر فينيقي داخل قصبة وهران القديمة على أن تاريخها لا يرجع إلى سنتي 902 و903 الميلادي كما هو معتقد وإنما إلى ما قبل هذا التاريخ مما يجعل ولاية وهران تزخر بثلاث واجهات فينيقية بالقصبة ومداغ (عين الكرمة) والأندلسيات (عين الترك) وفق ذات المصدر. كما سمحت حملة التنظيف التي ساهمت فيها مديرية الثقافة والمجلس الشعبي الولائي وبلدية وهران وجمعيات "الأفق الجميل" و"الرحالة" و"أصدقاء البحر" المهتمة بالآثار بإعادة اكتشاف الأسوار التي يرجع تاريخها إلى عهد المرينيين وكذا البوابة القديمة لفترة الزيانيين والتي توجد في حالة يرثى لها مثلما أشير إليه. وإستنادا إلى المخططات القديمة لمختلف الحقب التي عرفتها وهران والتحقيقيات التي قامت الفرقة المذكورة بعين المكان تم العثور أيضا على الحمام التركي الخاص بالباي بوشلاغم (1708-1732) الذي لا يزال في حالة جيدة ويمتاز بقبب ذات الشكل الحلازوني وكذا المعبر الرئيسي للإنفاق التي تربط القصبة بباقي الحصون الاسبانية وفق نفس. وبفضل حملة التنظيف التي لا تزال متواصلة بقصبة وهران القديمة أميط اللثام عن بعض من المعالم التاريخية منها الرسومات القديمة ذات ألوان زاهية تصور الحياة البرية بإفريقيا ولوحات تذكارية عبارة عن حجارة مصقولة مكتوبة بالاسبانية وأكثر من 43 مخزن للحبوب وبقايا مستشفى يعود لحقبة الاحتلال الاسباني والمحكمة العسكرية العثمانية . وقد كانت هذه الكنوز التاريخية التي تزخر بها قصبة وهران القديمة مدفونة تحت الحشائش والنباتات والنفايات التي غطتها وكذا ركام البناءات الفوضوية التى شيدت فوقها من قبل السكان الذين تم ترحيلهم في وقت سابق الى سكنات جديدة . للتذكير تزخر قصبة وهران القديمة التي تمتد من حي رأس العين الى غاية أعالي جبل مرجاجو جنوبا ومن أرض سي علي إلى القصبة العثمانية ب 28 معلما تاريخيا لمختلف الحضارات أغلبها مصنفة وطنيا ضمن التراث الوطني.