تفوق على عبد الله غيث وعلم العالم كيف يكون التمثيل، رجل أرغم مهرجانا كاملا على الانحناء أمام قدراته التمثيلية ،وهو من أرغم مدينة مثل قرطاج على أن تتوجه أميرا وملكا أيضا بعدما نال جائزة أحسن ممثل ومع من مع غيث المصري صاحب دور حمزة عم الرسول )ص( في فيلم الرسالة،.إنه الفنان المرحوم سيراط بومدين صنيع كاكي الذي اكتشفه وهو من عمالقة المسرح الجزائري وأسند له عدة أدوار في مسرحيات كالقراب والصالحين سنة 1966،غير أن سيراط اشتهر بقدرته وتفرده على تقديم شخصيات متعددة كما برز على الركح واقتدر أمام الكاميرا،غير أن الطابع الخاص به هو قدرته على اللعب بجسده سابقا في عصره فيزياء الجسد أو النظرية الجديدة في المسرح التي ظهرت بلندن في نهاية التسعينات، فكان فعلا فنانا متفردا بقدراته الإبداعية وتقنياته في التعبير من خلال حركاته الجسمية وأيضا باعتماده التنكيت في روايته.فسيراط بومدين من مواليد 1947 بالباهية وهران،بدأ راقنا كاتبا على آلة الراقنة في المسرح بدار الشباب غير أنه وفي سنة 1965، قدم أولى أدواره في أول مسرحية له كانت سنة 1965 تحت عنوان إفريقيا قبل العام الأول وبعدها بثلاث سنوات انتقل في 1968 إلى مسرح الهواة ثم المسرح المحترف سنة 1969،رافق بوعلام حجوطي في مسرحيات اللثام واللي كلا يخلص،ثم البلعوط ،وبرز قويا في مسرح علولة صديقه الحميم في مسرحياته الخالدة من العلق والخبزة إلى حمام ربي والأجواد، أما في سنة 1990 فالتحق سيراط بتعاونية أول ماي التي استحدثها عبد القادر علولة، وما هي إلا عامين من بعد حتى غرد في التجربة المتفردة والحرة القلعة مع صونيا ومحمد بن قطاف وزياني شربف عياد وعز الدين مجوبي،سيراط بومدين شارك أيضا في العديد من الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل عايش بالهف لمحمد حويذق وشعيب الخديم الذي ترجم عبقريته للمخرج زكريا فكانت مشاكل الناس وآهاتهم والآفات الاجتماعية وحتى السياسية في طابع كوميدي هي الرسالة التي حرض على إيصالها،ناهيك عن أدواره في فيلم الرماد للمخرج عبد الكريم بابا عيسى وحسن نية 2 لغوثي بن ددوش وبطولة فيلم الصورة للمخرج الحاج رحيم سنة 1994 وكان آخر عمل عرف لسيراط بومدين.حتى وفاته بمستغانم في 20 أوت 1995 عن عمر يناهز 47 سنة.اختار أن يموت في المسرح لأجل جمهوره وفقط ،سيراط رسالة فنان لم تكتمل وفنان كان ينافس في الفكاهة عادل إمام والبقية وكان يتفوق لأنه "ولد الشعب ولأنه الوحيد الذي يعرف حقيقة من الشعب وإلى الشعب ؟.