الرجل الأسطورة اشتهر الفنان الراحل حسن الحسني بخفة روحه المرحة التي اكتشفها الجمهور الجزائري عبر حركاته وتقمصه لعديد الأدوار الفنية ، مكونا لنفسه مدرسة خاصة ، كما تميزت أدواره بالعفوية ، وعدم التكلف و التصنع محافظا في ذات الوقت على طابعه الريفي من خلال اللهجة و اللباس و حتى الهيئة ، و التي ترجمها في أكثر من عمل مسرحي و سينمائي شارك فيها كممثل يلعب أدوار ثانوية. إنه الممثل العصامي الفنان القدير"حسان بن الشيخ" المعروف ب" حسن الحسني " أو"بو بقرة" أو "النعينع"، فمهما تعددت الشخصيات فالرجل واحد، ولد ببلدية بوغار التابعة لدائرة قصر البخاري بولاية المدية في 24 أفريل 1916 ، تحصل على شهادة التعليم الابتدائي بمسقط رأسه، كانت له ثقافة فرنسية اكتسبها من أبيه عبد القادر الذي اشتغل لمدة 30 سنة في تدريس هذه اللغة، رحل الفنان إلى مدينة البرواقية أين تزوج هنا سنة 1940، وأنجب أربعة ذكور و ثلاث بنات، توفيت إحداهن قبل موته سنة 1986. كانت مسيرة الفنان طويلة وخالدة وحافلة بالتكريمات والأعمال التي مازالت إلى يومنا هذا تشد إليها المشاهد، ف"بو بقرة" اشتغل في بداياته حلاقا ببوغار، إلا أن القدر الذي لا مفر منه ، جعله ينتقل إلى منطقة البرواقية أين اشرف على تسيير قاعة السينما "ريكس" رفقة أخيه بلخير إلى غاية 1945 ، وهنا بدأت موهبته تتفتح وحبه للفن السابع يترسم وتحرك في وجدانه حب نمى شيئا فشيئا للتمثيل بالنظر لمشاهدته اليومية للأفلام التي يتم بثها في هذه القاعة . وقبلها شارك فناننا في تأسيس جمعية "شمس" عام 1936 بالبرواقية ، وفي عام 1937 وأثناء زيارة الفنان الكبير محي الدين بشطارزي للمدية، شارك حسان الحسني في بعض العروض الفكاهية التي أعجب بها محي الدين بشطارزي واكتشف أن حسن الحسني له قدرات فائقة وموهبة في التمثيل، فنصحه بمتابعة التمثيل، ما جعل الفنان يبادر بإنجاز مسرحية بعنوان "أحلام حسان" سنة 1943 لتليها أعمال أخرى مثل: قيد بوشومارة 1948. كما قام بأدوار في العديد من المسرحيات بقيت شاهدة على عبقريته أهمها: سي حمودة، البخيل، طبيب رغما عنه ،كانت بدايته مع المخرج القدير محمد الأخضر حمينة في فيلم "ريح الأوراس" ، مع العلم أنه شارك في عدة أفلام تجاوز عددها ال 40، بدءا بأول فيلم المشعوذ ، أبواب الصمت للمخرج عمار العسكري، ومن أهم الأفلام التي تألق فيها نذكر: ريح الاوراس 1966، الأفيون والعصا 1969، عطلة المفتش الطاهر 1972، وقائع سنين الجمر 1974، بوعمامة 1983، واعترافا بالمجهودات التي قدمها طيلة مشواره الفني وجهت له دعوة رسمية سنة 1986 للاحتفال بعيد ميلاده 70 لمرافقة الرئيس السابق الشاذلي إلى الولاياتالمتحدة ..غادرنا المرحوم "بو بقرة" في يوم الجمعة المصادف ل 25 سبتمبر من سنة 1987 عن عمر يناهز 71 سنة مخلفا وراءه فراغا رهيبا في وسط كل من أحبوه وعرفوه باسم "بو بقرة".