تعد الرياضة المدرسية مجالا خصبا للتربية المتوازنة وذلك بالمساهمة في تفتح الشخصية والتواصل الإيجابي؛مع تعزيز قيم التعاون، واحترام الآخر والمنافسة الشريفة في اطار الروح الرياضية ، الداعمة للحد من السلوكات والظواهر المنافية للأخلاق والقيم والمعايير المؤثرة بشكل سلبي على كل من العقل والجسم لكن رغم كل هذا تبقى التربية البدنية والرياضة المدرسية عموما تعاني من مشاكل وتصطدم بعدة عراقيل في بلادنا بل أن المشرفين على حصص التربية البدنية في المدارس سيما في الطورين الابتدائي والمتوسط لا يولون لها اهتماما كبيرا مع العلم أن معظم الاساتذة يمارسون هذا النشاط خارج مجال تخصصهم خصوصا في المرحلة الابتدائية بينما يرى بعض التقنيين السامين الذين يعدون على اصابع اليد في المتوسطات ان التوقيت المخصص لمادة التربية البدنية المبرجة اسبوعيا بمعدل حصة واحدة في ظرف ساعة أو ساعة ونصف للتلاميذ غير ذي جدوى ،لكن هناك أسباب ذاتية وأخرى موضوعية تتعلق بتكوين الاستاذ أو بقلة الوسائل والإمكانيات في المدارس التعلمية حيث أن البعض منها لا يتوفر على ساحات وملاعب ملائمة لتدريب التلاميد وتكاد تكون منعدمة في الابتدائيات المحرومة من هذا النشاط بدليل أن هذه المؤسسات تفتقد للأساتذة المختصين في التربية البدنية والرياضية وبالتالي يتحول المعلم الذي يدرس جميع المواد إلى مدرب لكن فاقد الشيء لا يعطيه،ما يعني أن الأساتذة في حاجة إلى من يلقنهم أبجديات التربية البدنية ناهيك عن غياب الوسائل الضرورية لعل أدناها توفر المؤسسة التعليمية على ملعب يصلح للتدريب ولعل أهم مشكل يقف كحجر عثرة في وجه الممارسة الرياضية بالمؤسسات التعليمية سيما في المرحلة الإبتدائية أين يتعين على التلميذ في هذا السن بذل نشاط بدني للحفاظ على لياقته هو غياب التأطير الرياضي بالمؤسسات التعليمية بالرغم من أن المدرسة هي الخزان الحقيقي لرياضة النخبة، وتعتبر التربية الرياضية والبدنية مادة أكاديمية لها دور فعال في تكوين وبلورة شخصية التلميذ من جميع النواحي البدنية والنفسية والإجتماعية والخلقية والمعرفية ورغم ذلك فهذه المادة تعاني معوقات مختلفة تؤثر على رغبة التلميذ في ممارستها داخل الوسط المدرسي في الوقت الذي تولي فيه بعض الدول الأجنبية اهتماما كبيرا للرياضة المدرسية من خلال تسخير كل الإمكانيات وتخصيص الإطارات من أساتذة ومختصين في النشاط البدني والرياضي لفائدة التلاميذ في المدارس الإبتدائية لغرض الإستثمار في العنصر البشري والتخفيف من الأمراض المزمنة التي تكلف الدول ميزانية ضخمة في تصنيع أو استيراد الدواء، إذ على سبيل المثال تخصص الولاياتالمتحدةالأمريكية ما يزيد عن 10 ملايير دولار في إنجاز المركبات الجوارية والمنشآت الرياضية لتفعيل الممارسة الرياضية لدى جميع الشرائح العمرية يحدث هذا في الوقت الذي يقيت فيه هذه الرياضة بعيدة عن الاهتمامات في الأطوار الابتدائية بالجزائر رغم ان أهمية ممارسة هذا النشاط في مرحلة الطفولة وتأثيرها على صحة التلميذ ونمو ه الجسماني وفي هذا الصدد كشفت دراسة دراسة ميدانية أنجزت بالمدارس الإبتدائية بوهران على أن 70 بالمائة من التلاميذ المحرومين من الممارسة الرياضية مهددون بالإصابة بالإنحرافات القوامية ناجمة عن عدم بدل النشاطات البدنية بإستمرار أو ثقل المحافظ التي تشكل نسبة 10 بالمائة و15 بالمائة من وزن التلميذ، وهو ما يؤثر على تحصيله الدراسي مادام انه لا يمارس نشاط رياضي يمكنه من الحفاظ على نموه السليم في ا لعدد من يومية الجمهورية سلطنا الضوء على واقع الرياضة المدرسية بوهران من خلال اللجوء الى اهل الاختصاص للتشخيص الداء الذي اصاب رحم الرياضة المدرسية وجعلها عاجزة على انجاب الابطال وغير قادرة على تموين المنتخبات الوطنية في شتى الاختصاصات وإذا كانت الوزارة المعنية قد وضعت مشروعا منذ قرابة العشر سنوات بانشاء اقسام الرياضة بالاكماليات الا انه لم يعط ثماره وفشلت مساعي المسؤولين لأجل النهوض بهذه الرياضة التي ماتت ولم تبق منها إلا الذكرى ت ر