معاناة حقيقية لا يمكن أن يتخيلها إلا من زار و عاين العائلة التي تتكون من 9 أفراد من بينهم 3 معاقين حركيا يعيشون في غرفة لا تكاد تسعهم حالة الإعاقة عندهم صعبة و يعيشون ظروف مزرية بسب الفقر و الحاجة مشهد مؤثر وقفت عليه" الجمهورية" لعائلة عمي سبيح احمد تقطن بسيدي بوبكر على بعد 30 كلم عن مقر عاصمة ولاية سعيدة بحي الواد الفوضوي بغرفة تحت الصفيح تعيش بها العائلة في عزلة شبه تامة عن العالم منذ سنوات طويلة حكاية عمي احمد المؤسفة. تبدأ مع مليكة 20 سنة التي ثقلت رجليها على جسدها وامتدت إلى ذراعيها ليتوالى هذا الداء مع أخويها الأخريين صبرينة 18 سنة و حسين 15 سنة إعاقة حركية مائة بالمائة، شبان حرموا بسبب إعاقتهم من التمدرس و القيام بأشياء بسيطة إعاقة حركية لم تظهر إلا بعد سن العشر سنوات عائلة عمي أحمد فقيرة تعيش التهميش و الفقر لا يملكون كراسي متحركة للتنقل محشورين و محبوسين في زوايا غرفة ضيقة و مظلمة بلا حراك محاطة أجسامهم الصغيرة بوسائد يتجرعون مرارة العيش و شظفه ، يقطنون في شبه بيت سرقه النسيان و احتله الفقر و الحرمان يعيلهم أب مساعد بناء، حلمهم الوحيد مسكن ليعيشوا فيه حياة كريمة، استقبلنا عمي احمد ويبدو من ملامح وجهه أن التعب و المعاناة أنهكاه .ولكن البسمة لا تفارق وجهه. حكى لنا الوضعية الصعبة التي يعيشها واستسلامه للواقع المر ووقوفه عاجزا عن توفير المتطلبات الضرورية لأولاده بعد أن أرهقته المصاريف للتكفل بثلاث أطفال معاقين يستلزمون عناية خاصة و حفاظات يومية. وكان تفكيره الكبير و همه الوحيد إذا توفي من يتكفل بهم، بنبرة حزينة "رغم ضيق المكان ونومنا في غرفة واحدة في وسط هذا الحي الفوضوي ما يزيد عن 25 سنة إلا أنني يوما لم أمّل من أبنائي لأنهم نور عيني رغم كل الظروف القاسية .أعمل نهارا وليلا من أجل إعانتهم و الحرص على سلامتهم أملي الوحيد معرفة سبب مرضهم بعد أن كانوا يتمتعون بصحة جيدة و حياة طبيعية يمشون و يركضون ويدرسون و الآن أصبحوا على هذه الحالة وذقت المرارة أشكالا و ألوانا و لم نعرف لحد الساعة سبب حالتهم. وأصعب شيء أن ترى أبناءك يعانون و لا تستطيع فعل شيء لهم ، و كان هذا حال والدتهم بجرح عميق ونزيفها على أبنائها وما آلت إليها حالة فلذات كبدها . تحمل كل هموم الأسرة على كتفها "كلما فكرت في مستقبلهم أصبت بنوبة من الحزن الشديد لأنه لا أحد سيتكفل و يعتني بهم مثلنا لذلك نطلب من الله أن يطيل في أعمارنا حتى نطمئن وإن توالانا الله برحمته في يوم من الأيام نتركهم بين أيادي آمنة ، نظرات مستكينة تطل من أعين شبان رهائن العزلة بكلمات قليلة و متقطعة بصعوبة هكذا عبرت صبرينة "نريد أن ندرس ونتعلم نريد أن نلعب نريد مسكن يحمينا ووالدينا تعبوا من مراعاتنا" يناشدون القلوب الرحيمة وأصحاب الضمائر الحية لمساعدتهم ليس بنظرة شفقة و إحسان بل بنظرة حقوق وواجبات و مسؤوليات فهل من ملبي للنداء، عائلة تكابد المشاق وكل أصناف الألم و الأوجاع تنتظر لأن يأتي الفرج و يخرجهم من قوقعة العزلة و التهميش.