فيما الحرب تقرع طبول الموت والطّاولات المستديرة ترفع نخب العروبة، أفتّش عنك، فيما العالم ينحدر نحو الهاوية و الآمال تتكدس في مستنقع الشيطان الكبير ، أبحث عنك ، فيما الجنود تتمشّق السلاح وتتلو الأمهات آيات الفراق والحبيبات يفترشن سكك الغياب أفتّش عنك ، فيما النّفط بات سيّدا والخبز صار أمنية والسّلم بات مستحيلا ، أركض في الزوايا أبحث عنك ، فيما تنزف الشام وتصرخ العراق وتغتال طرابلس وتستنكر الأمم، أركض خلف طيفك في الحارات البعيدة ، فيما صوت القنابل غطّى صوت الكنائس وعلا صوت التكبير وقع الرصاص، أطارد صورتك في زوايا الأمكنه ، فيما تختنق السّحب بالدخان وتزدحم بالشهداء السّماء ويمزّق الغلاف الجوي صوت العويل، ألهث خلفك من مدينة إلى أخرى ، أخترق المطارات ، أجهزة المراقبه ، الجمارك والسدود والأودية وقمم الأطلس وغابات الأمازون وجثث السّادرين غيّا، أبحث عنك هنا وهناك ، تحت السرير، فوق السماء و بين البشر ، أفتّش عنك في قائمة المغادرين، القادمين، المقيمين المفارقين، الوحيدين، العشاق، الموتى الأحياء ، أفتش عنك في أشيائي وأشيائهم ، في جيب الرّجل ذو البطن المنتفخة والنظّارة السوداء ، في حقيبة امرأة جميلة في سهرة ما ، أبحث عنك في عناوين البنايات وأسماء الشوارع ، في محطات القطارات القادمة من مدن اللاشيء الذاهبة إلى مدن الخواء ، أبحث عنك وأضيّع نفسي فلا أجدك ولا أجدني ..يتبع