ضرورة تعليم الحرفة بمراكز التكوين المهني تعتبر صناعة السروج من أعرق الحرف التقليدية القديمة التي حافظ عليها أجدادنا منذ الأزل ، كونها مرتبطة بركوب الخيل و الفروسية التي تشتهر بها منطقة سعيدة، لكن للأسف فسرعان ما عرفت هذه الأخيرة عزوفا من لدن الجيل الجديد الذي بات لا يهتم بتعلمها و لا بحمايتها من الاندثار و الزوال ، وعن أسباب تراجع صناعة السروج أوضح عمي " عبد القادر " وهو حرفي قديم ومصمم محترف لأزياء الخيل أن ندرة المادة الأولية وارتفاع تكلفتها ، وكذا عدم اهتمام الشباب بهذه المهنة التراثية وراء تراجع الحرفة الشعبية الأصيلة ، فبعد أن كانت – يضيف عمي عبد القادر – تشهد في الماضي إقبالا كبيرا من طرف المهتمين بالسروج وركوب الخيل ، هاهي الآن تصارع من أجل البقاء ، ما أدى إلى تقلص عدد الحرفيين الذين باتوا يرفضون مزاولة نشاطهم في ظل هذه الظروف الصعبة . كما تأسف محدثنا بنبرة حزينة إلى اعتماد المنتجين على الآلات الصناعية التي أخذت مكان العمل اليدوي الذي يعد جزء لا يتجزأ من هويتنا و ذاكرتنا التاريخية العبقة ، ناهيك عن نقص الإمكانيات التي زادت الطين بلة كالخيط الحر، كل هذا جعل عمي عبد القادر يبدي تخوفه من زوال هذه الحرفة التقليدية واندثارها عن قريب ، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة حمايتها من الزوال من خلال إنشاء فروع في مراكز التكوين المهني التي من شأنها تعيد للحرفة بريقها انعاش هذه الصناعة التقليدية من جديد ، وما تجدر الإشارة إليه أن عمي " عبد القادر" خاض معركة قوية مع الزمن من أجل إنقاذه حرفته و الحفاظ عليها ، من خلال تعليمها للأجيال الصاعدة وتكوين العديد من الشباب و الشابات بغرفة الصناعة التقليدية والحرف بولاية سعيدة ، وما لمسناه من حديثه أنه مستعد دائما لنقلها إلى كل من له إرادة قوية في تعلمها بمهارة ودقة متناهيين ، خصوصا أن صناعة السروج تتطلب الكثير من الجهد و الصبر ، لاسيما فيما يتعلق بالرسم و النقش وتحويل القطعة الجلدية إلى سرج صلب وقوي ، يلائم قوام الفارس و يناسبه ، ناهيك عن الرسومات الإبداعية التي تزينه باستعمال الخيوط الفضية و الذهبية ، والتي تضفي على السرج جمالية كبيرة وتجلب للفارس احترام الناس وتقديرهم له .