كشف رئيس جمعية "حق الوقاية" لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز" السيد تاج الدين وهو طبيب مناوب حاليا لدى مستشفى الأطفال بكانستال "للجمهورية" أرقاما مخيفة لحجم إنتشار هذا الداء وكان ذلك على هامش ندوة صحفية أقيمت بمشاركة أخصائيين على رأسهم البروفيسور "رزيق فتيحة" والتي تشغل منصب نائبة رئيس لذات الجمعية وهي إختصاصية حاليا في الأمراض "المعدية" وتطرق المتحدثون لعدة نقاط أساسية هامة في الحد من إنتشار هذا الداء"العصري" الذي يكلف علاج المصاب به 100 مليون سنتيم سنويا للمريض الواحد، حيث شدد المتحدثون على ضرورة اللحاق بركب الدول الرائدة في مجال مكافحة "الإيدز" الذي يفتك بحامله والذي أكد ذات المتحدث أن "مركز الوقاية والكشف" التابع للوزارة الوصية يسجل 5 حالات إصابة جديدة بالداء يوميا وهو رقم مخيف حسب ذات المتحدث الذي دعا لضرورة تظافر الجهود للحيلولة دون تفشيه في الأوساط الهشة من المجتمع بإعتبارها الفئات التي تعد من أكثر المتضررين من "اللا وعي" الذي يعد عاملا رئيسيا في تفشي هذا الداء حيث شرح المتحدث بالتفصيل أسباب ودواعي إنتقال العدوى التي تتعدى الصورة النمطية التي يشكلها الجميع عن طريقة الإنتشار والتي تعرف عند العامة بالعلاقات الجنسية غير المحمية، وفي حين لم ينف مصدرنا مساهمة هذه العلاقات غير المحمية في الإنتشار فقد أكد على ضرورة التركيز على الطرق الأخرى المتشعبة للإصابة بالعدوى على غرار الإلتماس المباشر مع "شخص مجروح" وهو العامل الرئيسي الذي يسبب الإصابة خصوصا في الأوساط الطبية حيث تشكل الممرضات غير المحميات جيدا فريسة سهلة لهذا الداء "الخبيث" بداعي تواصلها المباشر مع أشخاص حاملين للفيروس دون علمها المسبق بإمكانية إنتقال العدوى من "حامل الفيروس للممرض". كما تعد النساء الحوامل الحاملات للفيروس من أكثر وسائل هذا الداء الفتاك حيث تنتقل العدوى مباشرة للأجنة الذين يحتضنون الفيروس بدورهم لتظهر أعراضه فيما بعد. وعن أسباب الإنتشار الواسع بالمقارنة للسنوات الماضية التي كانت ذات الجهات المتخصصة تحصي حالتين شهريا فقط على مستوى المنطقة الغربية بأكملها لتصبح حاليا نفس المصالح تحصي5 حالات إيجابية مؤكدة أسبوعيا، عرج ذات المتحدث عن عوامل منها "إنتشار الأفارقة" الذين في غالبيتهم من حاملي أمراض معدية، ضف إلى ذلك يستوقفنا نفس المتحدث ليؤكد أن تذبذب توزيع الأدوية الخاصة بالمرض والمكلفة جدا حاليا ساهم بشكل مباشر في تباعد فترات العلاج مما فاقم من أوضاع حاملي الفيروس ليصبحوا في مراحل متقدمة من الأعراض حيث تستحيل معها محاولات إنقاذهم مؤكدا في ذات الصدد نجاعة بعض "الأدوية" في حال توفرها في تقليل الأعراض المصاحبة للداء وتأخير المرحلة الأخيرة منه والتي تعد قاتلة. ودعا محدثنا أنه وجمعيته ومنذ إنشائها قبل حوالي 14 سنة تسعى جاهدة للإحاطة بهذا الداء مطالبا من السلطات المعنية دعم هيئته ماديا كونها جمعية غير معتمدة لحد الآن حيث لا تتوفر على تجهيزات الكشف الرقمي التي تسهل العملية وتضمن مراقبة أحسن للمريض وتكفلا أنجع به. ودق محدثنا ناقوس الخطر على مستوى الجهة الغربية للوطن كاشفا أن الحالات المكتشفة والتي أعلن عنها تم إكتشافها بالصدفة مما يؤكد حسبه توسع رقعة حاملي الفيروس الذين لا يعلمون بالإصابة به حيث يشكلون مصادر محتملة للعدوى. وشدد في ذات الإطار نفس المصدر على أن إلزامية الفحص الطبي للمقبلين على الزواج لا تعد كافية للسيطرة على إنتشار الداء داعيا حاملي الفيروس والمواطنين وكل الفاعلين الجمعويين لبنذ "الطابوهات" التي تسبب في تقوقع المصابين بهذا الداء على أنفسهم مما يعرضهم والمتصلين بهم لخطر تفاقم المضاعفات التي تؤدي كما هو معلوم للوفاة المبكرة، داعيا لضرورة كسر الصمت والغموض المحيط بهذا المجال وضرورة ترسيخ ثقافة الكشف المبكر التي تعتبر العامل الكفيل الوحيد على حد قوله الذي من شأنه محاصرة رقعة هذا الداء.