يمكن للمتتبع للمشهد الأدبي العربي ملاحظة ذلك الزخم الغير العادي للإبداع النسوي ، كما أصبح يصطلح عليه ،والذي يحلو للبعض اعتباره أدبا جديدا يستحوذ على اهتمام الدارسين والباحثين في الحقل الأدبي والدراسات المعاصرة ، ولعل سبب ظهور الأدب النسوي هي تلك الحاجة إلى تمكين الذات وتحقيق الهوية . فالأدب النسوي يؤكد وجود إبداع نسوي وآخر ذكوري، لكل منهما ملامحه وهويته الخاصة ،وكان لهما وقع خاص على الأدب بمختلف أشكاله وأجناسه، حيث يستجيب لهما السرد متوسلا مختلف طرقه وأساليبه تسجيلا أو تخيلا وإبداعا ، فالإبداع هو اليراع والقلم الذي يعطينا أجمل كلمة وأعذب قول تصغي له الآذان وتطرب له الأذان ، وتطرب له القلوب فرحا فهنا يمكننا أن نطرح عدة إشكاليات عدة منها ؟ هل يمكن التمييز بين ما تكتبه المرأة المبدعة وما يكمن أن ينجر عنه القلم الذكوري ؟ ، و هل يمكن القول: بأن هناك أدب نسوي وآخر رجالي ؟ ، فهل بهذا الطرح نجد أنفسنا خدمنا الأدب أم أننا وئدنها تحت التراب ؟ . فلا ينكر جاحد أن أفضل النصوص الإبداعية كانت لنساء عربيات أمثال غادة السمان ، مي زيادة ، أحلام مستغانمي ، ربيعة جلطي وعدة أسماء لامعة برز نور إبداعاتهن محليا وعربيا وعالميا ، ودخلن سجل التاريخ من بابه الواسع وبلغات مختلفة عربية وأجنبية ، آن الأوان أن نرفع الحجب عن عقولنا الصماء وغسل آذاننا الجوفاء باعتراف جميل في حق كائن بهي يشع نورا ورقة ، فالمرأة كانت ولا تزال مساهماتها في السجال الأدبي وبكل أجناسه الإبداعية ، فكانت حواء بامتياز ذلك الشطر الثاني لآدم لتشكل تناسقا جميلا مبهرجا ينتج لنا في النهاية مقولة هي " أنا الإنسان أكتب بلسان واحد بشقيه الأنثوي و الذكوري " ...يتبع