تنقلت يوم أمس لجنة خاصة من بلدية الغزوات متكونة من نواب المجلس الشعبي البلدي تتقدمهم النائبة المكلفة بالصحة و البيئة و النظافة و ممثلي حماة البيئة و المجتمع المدني و الأطباء و مسؤولي مكتب النظافة ، إلى مفرغة نفايات مصنع الزنك المكدسة منذ أزيد من 4 عقود و التي تتواجد في ربوة تطل على البحر و على المدينة ككل ، و الهدف من الوقوف على هذه المفرغة حسب مسؤولي البلدية هو إعداد تقرير مفصل جدا عنها و عن سلبياتها المتعددة و إرساله إلى والي تلمسان و المديرية المختصة و وزارة البيئة ، و أكدوا أن هذه الأخيرة تشكل أخطارا كبيرة على البيئة إذ أن الأرضية التي تتواجد عليها باتت لا تصلح لأي شيء لا للبناء و لا للفلاحة حيث لا يوجد أي أثر لأي نبتة كيفما كانت و لو صغيرة، كما أنها تؤثر على البحر لأنها تجانبه و تلك النفايات تصبح عبارة عن سوائل عند سقوط الأمطار و تصب في البحر مخلفة بذلك مواد سامة تضر بالأسماك و بالأشخاص الذين يستعملونه للسباحة ، من جهة أخرى أكد نواب المجلس البلدي أن هذه النفايات تشكل خطرا حقيقيا على السكان خاصة عندما تهب الرياح و يتطاير غبار النفايات حيث يؤثر على العيون و يسبب لها قرحة و حتى الفلاحة و الأشجار تأثرت كثيرا بهذه الأتربة السامة ، و من جهتهم الأطباء الحاضرون أوضحوا أنها تسبب سرطان الجلد عندما يلامس ترابها بشرة الإنسان ، و أبدى الحاضرون تخوفا كبيرا من البنية التحتية التي تتواجد عليها النفايات المقدرة ب 400 ألف طن خاصة و أن تكديسها بدأ من سنة 1975 ،و هو ما تسبب في انتشار عديد الأمراض حسب الدراسات و النتائج التي خلص إليها المستشفى الجامعي بتلمسان أين كشف أن سكان مدينة الغزوات أكثر عرضة من غيرهم إلى أمراض الربو و الحساسية و هشاشة العظام و حتى السرطان ، و هي كلها نتائج و معلومات زادت من تأكيد خطورة هذه النفايات المتكونة من عدة مواد سامة و مجرد الوقوف عندها لبضع دقائق حتى تحس بألم في العينين و حكة شديدة في البشرة ،و يحدث كل هذا في الوقت الذي زار فيه مسؤولو وزارة البيئة فيما سبق المفرغة ووعدوا بإيجاد حل قريب لها لكن مرت 41 سنة و الأمور لا تزال على حالها و المفرغة قضت على الحجر و الشجر و البشر.