يعد بودوكارة حراث لاعب معروف في رياضة الكرة الحديدية حيث سبق له وأن توج بعدة مرات بطلا للجزائر رسميا في سنوات السبعينات كما حصل على »الكأس الوطنية« في سنة 1970 وهذه الرياضة ورثها حراث من والده الذي كان هو الآخر رياضيا معروفا في السنوات الماضية حيث يعد أبوه عبد القادر أحد أبطال اللعبة في بلادنا الى غاية فترة الثمانينات على اعتبار أن ممارسة الكرة الحديدية ليست محدودة الفئة العمرية ويتولى حاليا بودوكارة الأمانة العامة للرابطة الوهرانية. ويعد أيضا مديرا فنيا للمنتخب الوطني الذي سبق وأن حظي بآخر مشاركة له في »مونديال تركيا«، بودوكارة الذي وجدناه بساحة "أشلام" يمارس لعبة الكرة الحديدية في فضاء لا يسع لممارسة هذا النشاط تأسف كثيرا في هذا الحوار لما آلت إليه هذه الرياضة الشعبية المحبوبة ومعروفة خصيصا بحي "كارطو" وتحديدا قرب ساحة "التربيعة" الشهيرة وقد أكد لنا الأمين العام أن هذه الرياضة المتوارثة عن الإسبان والفرنسيين إصطدمت بعدة عراقيل حالت دون الحفاظ على ديمومتها رغم تواجد فئة من الغيورين عليها، حيث أن أهم مشكل هو غياب المنشآت المعروفة ب "بولودروم" المؤهلة لإقامة المسابقات والتظاهرات الرسمية. بصفتك الأمين العام للرابطة الولائية للكرة الحديدية هل هناك إهتمام من طرف الممارسين لهذه اللعبة؟ الكثير يجهل تقاليد هذه الرياضة المتوارثة بوهران أبا عن جد لكن لعلمكم أن هذه اللعبة محبوبة في الأحياء الشعبية القديمة بوهران ولم تعد تقتصر ممارستها على الشيوخ وإنما إمتدت الى الشباب الذين بدأوا يهتمون بهذا النوع من الرياضات التي لا تتطلب سواء فضاءات رحبة وكرات من نوعية جيدة، ومن جانب المنافسات فهناك بوهران ما يربو عن 20 جمعية رياضية تنشط تحت لواء الرابطة الولائية حاليا. ماذا عن الإمكانات المسخرة لتطوير هذه اللعبة؟ رياضة الكرة الحديدية بوهران تعرف مشاكل عديدة أثرت بشكل كبير على نشاطها وعلى أرض الواقع، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى إفتقاد وهران للمساحات الخاصة باللعب، وهو الأمر الذي جعل العديد من اللاعبين يتخلون عن الممارسة بالإضافة الى عدم توفر الكرات بالأسعار المعقولة وهناك أنواع عديدة تقاس على أساس الوزن والحجم والقطر وأغلب الممارسين يفضلون إقتناء الكرات المستوردة ذات النوعية الرفيعة والتي يتجاوز سعرها (6 )آلاف دج. على ماذا تعتمد هذه اللعبة؟ أحيطكم علما أنه لا يهم سن المنافس، وتعتمد هذه الرياضة على الدقة والتركيز والذكاء وتجد لاعبين موهوبين يناهز عمرهم الخمسينات والستينات والذي يمارسها لا يبحث من ورائها الأموال، لأنها ليست مدرة للمال مثلما هو الحال مع (كرة القدم)، وإنما أغلب اللاعبين يمارسونها هواية أو حبا فيها، حيث أن الرياضيين الحاليين يتميزون بإرادة كبيرة من أجل الحفاظ عليها من الإنقراض ووهران معروفة منذ القدم بهده الرياضة كولاية رائدة فرضت سيطرتها وطنيا وجهويا. ماهو برنامجكم لترقية الرياضة الجوارية بوهران؟ للنهوض بلعبة (الكرة الحديدية) يتعين على السلطات الولائية تدعيم هذه الرياضة وتخصيص إعانات إضافية للتكثيف من حجم المنافسات والتي أضحت تنظم بفضل مساهمات (الخواص) وعليه فالرابطة الولائية لا يمكنها أن تسطر برنامجا مكثفا فهي تعمل حسب إمكانياتها وقدراتها المالية. ماهي الميزانية التي تخصص لهيئتكم من طرف (الديجياس)؟ الإعانة التي تقدمها مديرية الشبيبة والرياضة لوهران لا تتجاوز ال (20) أو (25) مليون سنتيم وهي ميزانية ضئيلة جدا مقارنة بحجم الدورات التي تتطلب الأموال الكثيرة لإنجاحها، زيادة على أن الإعانة تصل الخزينة مع نهاية كل موسم، وهو ما يجعل المسيرين في حيرة من أمرهم أمام قلة الدعم، الذي يتأخر بكثير عن موعد التظاهرات الرسمية ولا تسمح هذه اللعبة بتحضير ممثلي عاصمة الغرب كما يجب لدخول المنافسات، ناهيك عن عدم ملائمة الفضاءات المخصصة لممارستها مع تتطلبه الكرة الحديدية من منشأة "بولودورم" الذي يجب أن تتوفر على ميادين للعب. ألا توجد بوهران فضاءات واسعة للممارسة هذاالنشاط رغم ما تملكه من تقاليد تعود للحقبة الإسبانية؟ الأمور حاليا تغيرت واشتغلت بعض الميادين لأغراض أخرى فنحن حاليا نستنجد بمساحات اللعب باللعب والحدائق لممارسة الكرةالحديدية ونكتفي باللعب القصير لأن إختصاص اللعب الطويل يتطلب ميادين واسعة وهو ما جعل العديد من اللاعبين يتخلون عن الإختصاص الأخير لكن عاصمة الغرب تملك مساحات على غرار ساحة »بلان سيال« ساحة سان شال ساحة كارطو وغيرها من الفضاءات التي كانت معروفة وبممارسة (الكرة الحديد ية) بوهران لكنها لم تعدمؤهلة حاليا ماذا عن النتائج المحققة في المنافسات وعن مستوى هذه الرياضة؟ الحمدلله تنشط بوهران كما قلت لك (سابقا) حوالي20 جمعية رياضية تضم العديد من العناصر التي أبلت البلاء الحسن في المسابقات الجهوية والوطنيةوبصفتي مديرا فنيا بالمديرية التقينة أكد لكم بأن مستوى هذه الرياضة في تحسن خصوصا وأنها بدأت تعرف إقبالا من لدن الشباب ولحسن الحظ أن بعض الجمعيات الوهرانية تبادر أسبو عا في تنظيم الدورات للحفاظ على المستوى تحسبا للمسابقات الوطنية خصوصا وأن الجهة الغربية تعرف إنتعاشا من حيث الممارسة على غرار ولايات بلعباس مستغانم معسكر غليزان، تلمسان وسعيدة مما يخلق تنافسا حادا ويؤهل العديد من الرياضيين لبلوغ المستوى العالمي خاصة أن علمنا أن الجزائر مصنفة ضمن العشر الأوائل عالميا بعد وصول منتخبنا الوطني إلى الدور ثمن النهائي في »مونديال تركيا« وكذا حيازتنا على فضية وبرونزية في الألعاب المتوسطية بمدينة بيسكارا الإيطاليا في 2009 و غيرها من التتويجات التي تشرفت الألوان الوطنية رغم محدودية الإمكانيات وقلة الإهتمام وكذا الترويج الإعلامي شبه الغائب صراحة كيف السبيل للحفاظ على هذه الرياضة من الزوال رغم عراقتها التاريخية ؟ لحسن الحظ أن الغيورين من الشيوخ الذين مارسوا هذه الرياضة وظفوا خبراتهم التي نقلوها للأجيال الحالية وإلا لما إحتفظت وهران بمكانتها رغم تقلص المردود وما يجب التنويه إليه هو على السلطات تخصيص فضاءات جوارية رحبة على غرار إنشاء ميادين »بولودروم« لمزاولة هذا النشاط بوعية الطويل والقصير خاصة إذا علمنا أننا نملك تقاليد و»مشايخة« معروفين منهم من بقي على قيد الحياة ومنهم من قضى نخبه لكن الأهم الحفاظ على هذه اللعبة من خلال تسخير الإمكانيات المادية وتوفير المنشآت الرياضية لتفعيل الممارسة التي تقضي على الروتين، وتبعد الشباب عن الآفات الإجتماعية ولا يمكنها إعتبارها هواية لأنها رياضة معترف بها دوليا وتعد من أقدم الفنون.