وقع مساء أمس بوهران، الأستاذ والباحث بوحسون تشيكو، كتابه الجديد بعنوان "وهران ... قبلة للعلماء ومقام العظماء". المؤلف الصادر عن دار النشر "الأديب" والمتكون من 139 صفحة، ضمنه صاحبه العديد من المعلومات التاريخية الهامة، عن علماء وهران الجهابذة وشهداءها الأشاوس العظام، حيث أكد المتدخل أمام جمع غفير من الحضور والمدعوين من أعيان مدينة وهران يتقدمهم الفنان الكبير بلاوي الهواري أطال الله في عمره، أن هذا العمل الميداني المضني الذي اعتمد فيه على الكثير من المصادر والمخطوطات، سمح له بتسليط الضوء على هاته الفوانيس التي أضاءت درب وهران، يتقدمهم دادة أيوب المغراوي، سيدي هدور، الإمام محمد بن عمر الهواري، فضلا عن الشيخ إبراهيم التازي، سيدي البشير، السنوسي، سيدي الفيلالي المختاري، أحمد أبي جمعة شقرون الوهراني وآخرين، معرجا في كتابه إلى الحركة الإصلاحية التي كانت وقودا وهاجا لشباب وهران، من أجل الاندماج والانخراط في الحركة الوطنية ومن ثمة الجهاد المسلح والمقدس ضد الاستدمار الفرنسي، ومن بين رموز هذه الحقبة الإصلاحية المستنيرة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الشيخ السعيد الزموشي، عبد القادر الياجوري، عمر البسكري، الطيب المهاجي ...إلخ، مشيرا في كلمته، إلى أن وهران التي تمتاز بفكرها النوراني ونضالها الوطني المتجذر في أعماق سكانها المضيافين، وصل صيتها إلى العديد من حواضر العالم، مؤكدا أن مكتبة "اسكوريال" بإسبانيا تحتوي لوحدها على 1500 مخطوط لعلماء وهران، ليذكر الحضور، بمآثر شهدائنا العظام على غرار أحمد زبانة، حمو بوتليلس، زدور ابراهيم بلقاسم، شريط على الشريف، إخوة عروميه وبن سليمان، نافيا جميع الأباطيل والأراجيف التي تصف وهران كما قال في صفحات كتابه إنها مدينة توصف بالمجون وعاصمة الراي والملاهي الليلية، مشددا على أنها حاضرة حضارية، فنية وثقافية بريئة من هذه الأمور الساقطة، موضحا أن وهران الحقيقية التي وصفها العلامة بن محرز الوهراني الملقب بركن الدين عام 1170 في بلاد الشام والذي دفن فيها عام 1179 بأنها قبلة للعلماء، مقاما للعظماء ومقرا ومركزا للأبطال والزعماء. وقد ارتكز عمل صاحب الكتاب على منهج الاتصال المباشر بعائلات الشهداء وأصدقائهم لتزويده بالتفاصيل الكاملة عن حياتهم، حتى يكون مؤلفه جامعا شاملا عن سيرة هاته القامات الشامخة