انطلقت مساء أول أمس بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقي والأغنية الوهرانية، في جو مفعم بالإبداع والصوت المحلي التراثي الجميل، إذ وبحضور محافظة المهرجان ربيعة موساوي، وكوكبة من الفنانين والعائلات الوهرانية المتعطشة للأغنية الوهرانية والموسيقى الهادئة الجميلة، عاش الحاضرون سويعات بديعة وخالدة، حيث كانت الفرصة للمطربين والمغنيين الذين تعاقبوا على ركح المسرح، لتقديم أجمل الباقات الفنية، التي جادت بها أصواتهم الملائكية الغناء، من بينهم المخضرم والعازف على آلة "الأكورديون" الهبري سلطان، الذي كان كعادته مبدعا ومتألقا ولم يخيب جمهوره بأغنيته الجديدة التي تغني فيها عن وهران، دون أن ننسى الهاشمي بن سمير حفيد الفنان الكبير الوهراني الكبير المرحوم بن سمير، الذي استطاع بحنجرته الناعمة وهندامه الكلاسيكي، زرع الحيوية والنشاط في نفوس الحاضرين الذين صفقوا له ورقصوا لوصلاته الوهرانية الخفيفة، لتصعد بعدها الجوهرة واللؤلؤة السمراء حورية بابا، بلباسها الوهراني التقليدي الجميل، لتصنع لعشاقها ديكورا فنيا مستوحى من عمق وأصالة الأغنية الوهرانية العريقة، حيث اتحفت جمهورها بأغنية جديدة بعنوان "القمري الخمري" وهو ما جعل الجميع يتجاوب معها ويحييها على حضورها الفني المتألق، ولأن المهرجان هو عبارة عن مناسبة لتقديم جميع الطبوع والألوان الغنائية الأخرى التي ينفرد بها الطرب الوهراني الأصيل، على غرار الفرقة البدوية للشيخ بن دنيا القادمة من الشلف، التي كانت هي الأخرى في مستوى الحدث، ولم تفوت فرصة احتفالات عيدي الاستقلال والشباب المصادف ل5 جويلية من كل عام، لتهدي للعائلات الوهرانية زهورا تراثية شجية، ملؤها الكلمات الصادقة والقصائد الهادفة، لجزائرنا العزيزة الخالدة، دون أن ننسى طبعا المطرب الوهراني الكبير والأستاذ المخضرم الشيخ صنهاجي صاحب ال83 ربيعا، الذي ورغم كبر سنه، إلا أنه كان نجم السهرة دون منازع، حيث تألق وكعادته بصوته الرخيم وطلّته الفنية الساحرة وكلماته العاطفية المنتقاة بعناية وهدوء كبيرين، ما يؤكد فعلا خبرته الطويلة في ذات المجال، هذا دون أن ننسى طبعا هواري الولهاصي والشاب عباس، الاذن كانا كلاهما في الموعد وأبليا البلاء الحسن، وجعلا من هذه الأمسية مناسبة لإحياء هذا العبق الفني العريق الذي تمتد جذورها إلى نهايات القرن التاسع عشر، بكوكبة كبيرة من الفنانين العمالقة على غرار الخالدي، الشيخ بن سمير، أحمد صابر، بن زرقة، وهبي، بوثلجة، صباح الصغيرة، صورية كينان وآخرين، وقبل ذلك كانت محافظة المهرجان الثقافي المحلي للموسيقي والأغنية الوهرانية، قد أكدت في كلمتها الافتتاحية بحضور أعضاء لجنة التحكيم التي ستقيم مستوى الشبان الذين سيتم امتحانهم في مسابقة هذه التظاهرة الثقافية، قد أكدت أن وهران باتت اليوم تفتخر بكونها مدينة للفن والإبداع الأصيلين، وأن الوزارة الوصية حسنت فعلت لما ثبتت هذا المهرجان ولم تحذفه على غرار باقي المهرجانات، وهو ما يؤكد فعلا أهمية مثل هذه الفعاليات الإبداعية العريقة والهادفة، لتستمر بذلك هذه السانحة بمزيد من التّألق والوهج وتكوين الشباب في مجال الأغنية الوهرانية التي حمل مشعلها أعلام كبيرة وأصوات خالدة. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الذي انطلق مساء أول أمس سيختتم هذا الخميس بمشاركة كوكبة كبيرة من المغنيين والمطربين الوهرانيين المعروفين على الساحة الوطنية وحتى الدولية.