لقي الشاب الصحراوي سعيد سيد احمد عبد الوهاب المكني ب" دمبر" نهاية الاسبوع الماضي حتفه جراء الرصاصة التي اطلقها عليه شرطي مغربي بمدينة العيونالمحتلة حسب مصادر وزارة المناطق المحتلة والجاليات الصحراوية. وذكرت وكالة الانباء الصحراوية استنادا الى هذه المصادر ان سعيد دمبر قد توفى بقسم الانعاش بمستشفى"الحسن بن المهدي" بمدينة العيون بعد ان خضع لعملية جراحية لاستخراج رصاصة اصابت رأسه ليظل في غيبوبة تامة قبل ان تتوقف دقات قلبه بشكل نهائي. وكان احد عناصر الشرطة المغربية قد اطلق الذخيرة الحية من مسدسه على الشاب الصحراوي سعيد دمبر باحد احياء مدينة العيونالمحتلة ليصاب بعد ذلك بجروح بليغة ويتم نقله الى مستشفى"الحسن بن المهدي" اين لفظ انفاسه الاخيرة هناك. و كانت قوات الشرطة المغربية قد اطلقت الرصاص الحي على مدنيين في نهاية شهر اكتوبر الماضي عندما كانوا على متن سيارة مدنية متجهة الى مخيم "اكديم ازيك" القريب من مدينة العيونالمحتلة مما ادى الى وفاة الطفل الصحراوي "الناجم الكارحي" 14 سنة واصابة اثنين بالرصاص دون ان يفتح اي تحقيق قضائي بناء على شكاوى عائلات الضحايا. وكشف الهجوم على مخيم كديم ايزيك من قبل قوات الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية عن قمة البشاعة الاستعمارية في كامل صورها خلال سنة 2010. في اكتوبر الفارط قرر حوالي 30000 صحراوي تنصيب "مخيم الحرية" بكديم ايزيك على بعد 10 كيلومترات من مدينة العيونالمحتلة كشكل من اشكال الكفاح السلمي المفضل عند الشعب الصحراوي وتعبيرا عن حقه في تقرير المصير عن طريق الاستفتاء. وقامت قوات الجيش المغربي يوم 8 نوفمبر بهجوم عنيف على هذا المخيم مما خلف العشرات من القتلى و المئات من الجرحى والمفقودين. و اغلقت الرباط كل المنافذ المؤدية الى مسرح الأحداث مانعة دخول العديد من النواب الاوروبيين من بينهم الفرنسي جون بول لوكوك و الاسباني ويلي ميير والعديد من المدافعين عن حقوق الانسان بالإضافة إلى أطباء قدموا لاسعاف الضحايا. و قد اشارت المنظمة الحكومية "صحفيون بلا حدود" الى الضغوط التي تعرض لها الصحافيون الراغبون في التوجه الى موقع الماساة و كذا الى الدور الذي لعبته الخطوط الجوية الملكية المغربية من أجل عرقلة تحركهم. و كان لهذه الأحداث صداها في جميع انحاء العالم بفضل الصور التي قام بالتقاطها هواة عن طريق الهواتف النقالة و ارسالها عبر شبكة الانترنت مما احدث ردود فعل قوية على الصعيد الدولي. ولاحظ بيار غالان الأمين العام للجنة الاوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي خلال الندوة الدولية التي أقيمت بالجزائر حول الذكرى ال50 للائحة 1514 الخاصة بمنح الاستقلال للبلدان المستعمرة وجه الشبه بين هذه الماساة والجرائم الاسرائلية بغزة بالأراضي الفلسطينية. وفي نيويورك نشرت منظمة هيومن رايت واتش تقريرا ثقيلا عن هذه الحلقة الدموية من حلقات الوجود المغربي في الصحراء الغربية لتتبعها في نفس الوصف من لندن منظمة العفو الدولية التي أشارت إلى مشاركة معمرين مغربيين مدنيين في هذه الاعتداءات. و دعا الرئيس الصحراوي و الامين العام لجبهة البوليزاريو السيد محمد عبد العزيز الأممالمتحدة إلى "تدخل عاجل من اجل وقف سياسة التصفية العرقية التي تنتهجها الحكومة المغربية" في حين اعربت عضوة البرلمان الاوروبي نيكول نيلسن عن سخطها إزاء الفيتو الفرنسي الذي يعرقل القيام بتحقيق دولي. لكن النواب الأوروبيين في ستراسبورغ صوتوا في 25 نوفمبر لصالح لائحة تدعو إلى فتح هذا التحقيق تحت اشراف الأممالمتحدة رافضين التحقيق الذي كان البرلمان المغربي ينوي القيام به. أما في مدريد إلتزمت الاوساط الرسمية بالاعتدال حفاظا علي "العلاقة الاستراتيجية" التي تربطهم مع جارهم الجنوبي رغم ضغوط الصحافة الاسبانية والحزب الشعبي والبرلمان.