اغتيال شاب صحراوي بمدينة العيون واعتقال ناشطتين في الدارالبيضاء لفظ الشاب الصحراوي سعيد سيد احمد عبد الوهاب المكنى ب''دمبر'' أنفاسه الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي متأثرا برصاصة أطلقها عليه شرطي مغربي بمدينة العيونالمحتلة. وذكرت وزارة المناطق المحتلة والجاليات الصحراوية أن الشاب سعيد دمبر توفي بقسم الإنعاش بمستشفى''الحسن بن المهدي'' بمدينة العيونالمحتلة بعد أن خضع لعملية جراحية فشل على إثرها الأطباء في استخراج رصاصة من رأسه أدخلته في غيبوبة تامة قبل أن تتوقف دقات قلبه بشكل نهائي. وكان شرطي مغربي أطلق رصاصة حية من مسدسه على الشاب الصحراوي بأحد أحياء مدينة العيونالمحتلة استقرت في رأسه بما يؤكد نية القتل المتعمدة، نقل على إثرها إلى مستشفى''الحسن بن المهدي'' اين لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وكانت قوات الشرطة المغربية قد أطلقت الرصاص الحي على مدنيين في نهاية شهر أكتوبر الماضي عندما كانوا على متن سيارة مدنية متجهة إلى مخيم ''اكديم ازيك'' القريب من مدينة العيونالمحتلة، مما أدى إلى وفاة الطفل الصحراوي ''الناجم الكارحي البالغ من العمر 14 سنة وإصابة اثنين من زملائه بالرصاص دون أن تكلف السلطات القضائية المغربية نفسها عناء فتح تحقيق قضائي لمعرفة ملابسات عمليات القتل الممنهجة التي طالت عددا من السكان الصحراويين بناء على شكاوى عائلاتهم. وبدلا من ذلك، فقد غضت الطرف عن الملاحقات والتجاوزات وعمليات الاعتقال المتواصلة التي تنفذها قوات الأمن المغربية ضد النشطاء الصحراويين منذ الأحداث الدامية في مخيم العيون وحرمت عائلاتهم من معرفة مصيرهم أو حتى زيارتهم في المعتقلات السرية التي زج بهم في زنزاناتها. وفي سياق هذه الانتهاكات لأدنى حقوق الإنسان، اعتقلت أجهزة الأمن المغربية الناشطتين الحقوقيتين كلثوم لبصير ومريم البورحمي بمطار مدينة الدارالبيضاء المغربية بعد مشاركتهن في فعاليات الدورة ال 17 للمهرجان الدولي للشباب والطلبة الذي جرت فعالياته بجنوب إفريقيا مؤخرا. وأكدت مصادر صحراوية أن بقية أعضاء الوفد الصحراوي ''لم يسلموا بدورهم من التضييق والاستفزاز والتفتيش المدقق الذي تستمر أجهزة الأمن المغربية في نهجه بهدف استهداف المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وتماشيا مع حملة الاعتقالات التي تستهدف كل صوت صحراوي يكسر قانون الصمت المفروض عليهم والجهر بحق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية''. وأدانت الحكومة الصحراوية اعتقال الناشطتين الصحراويتين وجددت مطالبتها بضرورة إيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها وكذا التعجيل برفع الحصار المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة. وكانت العديد من الوفود الشبانية العالمية المشاركة في المهرجان العالمي للشباب والطلبة قد نادت بضرورة توفير الحماية للنشطاء الحقوقيين الصحراويين القادمين من المناطق المحتلة فور عودتهم إلى مدنهم المحتلة. يذكر أن سبعة نشطاء صحراويين اعتقلوا نهاية أكتوبر من العام الماضي بنفس المطار بعد زيارة قادتهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف، حيث أحيلوا على محكمة سالا العسكرية بتهمة المساس بأمن الدولة المغربية والتجسس عليها ويتعمد القضاء المغربي تأجيل محاكمتهم في كل مرة بذرائع ومبررات واهية، حيث اجل النظر في قضيتهم إلى غاية السابع من شهر جانفي القادم. وأعربت وزارة الخارجية الدنماركية عن ''قلقها العميق'' إزاء الوضع المتأزم في الصحراء الغربية خاصة بعد مجزرة أكديم إيزيك وذلك في رد لرسالة سابقة وجهتها المنظمة الدنماركية ''أفريكا كونتاكت'' لوزارة خارجية بلدها. وعبرت وزيرة الشؤون الخارجية الدنماركية لين إسبيرسون عن ''الانشغال العميق'' لدولتها إزاء التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية. وأشارت إلى أن هجوم قوات الأمن المغربية على مخيم احتجاجي صحراوي بالأراضي المحتلة في شهر نوفمبر الماضي والذي خلف عشرات القتلى والجرحى ''أمر جد مؤسف ويستدعي تمديد صلاحية بعثة المينورسو إلى الصحراء الغربية لتشمل مراقبة وضع حقوق الإنسان بالإقليم'' وأكدت دعم بلادها لفكرة إيفاد بعثة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة العيونالمحتلة.