وليد توفيق.. هذا الفنان اللبناني المخضرم يسطع من جديد في سماء وهران، حيث كان سهرة أول أمس، وهو يغني فوق ركح المرحوم حسني شقرون، فرصة ليجدد لقائه بمحبيه وعشاقه من مختلف ولايات الوطن ولاسيما الغرب الجزائري، حيث كان كعادته نجما ساطعا ومتلألئا، أطرب وأمتع وتغنى بوهرانوالجزائر ولسورية، حيث لم تمنع الحرارة الشديدة التي، تشهدها معظم مدننا الساحلية، جمهوره من حضور سهرته الفنية الراقية، إذ تجاوبت معه العائلات الوهرانية، ورددت برفقته أجمل أغانيه التي اشتهر بها، إلى وقت متأخر من الليل، وما زاد من جمالية هذه الليلة الطربية اللبنانية الممتعة، هو بعض زخات المطر التي سبقت انطلاقة الحفل، حيث ساهمت في إنعاش الحاضرين، وتلطيف حرارة الجو الساخنة، بل ولم تمنعهم من مبارحة مقاعدهم لا لشيء سوى، لمعانقة وليد توفيق فنان الإحساس والحب والجمال، الذي غنى عدة مقاطع رفقة فرقته الموسيقية، من التراث الجزائري أو حتى اللبناني الأصيل، على غرار "سمراء"، "بهية" وأغان أخرى ألهبت مسرح الهواء الطلق حسني شقرون. ولأن سهرة أول أمس كانت مصادفة لعيد ميلاد ابن ضيف وهران اللبناني وليد توفيق، فإن الأخير استغل هذه المناسبة الجميلة، ليقدم له على المباشر هدية جميلة تعبيرا منه عن حبه وعطفه على "وليد جونيور" كما سماه في سهرة أول أمس، حيث أدى له رفقة العائلات الوهرانية الحاضرة أغنية "Happy birthday To You"، ما أعطى للحفل الغنائي الساهر، نكهة أخرى وجميلة مازجها بين الفن اللبناني الأصيل والجزائري العريق. وفي ظل الأجواء العربية الحالية المتميزة بالجرح والأسى والفوضى، أبى فنان الحب والتضامن والإحساس، إلا أن يتغنى بالشام والشاميين في أغنية جميلة، أراد من خلالها التعبير عن تضامنه العميق مع سورية والسوريين، في محنتهم التي ألمت بهم منذ أزيد من 5 سنوات، وهو ما أثر كثيرا في الجمهور الوهراني، الذي تفاعل مع هذه الأغنية الحزينة، التي ذكّرتهم بالحضارة والثقافة والجمال الذي يتميز به أهل الشام وبلدهم العريق، ولأن شهر جويلية في الجزائر، هو شهر الاستقلال والانعتاق والحرية من نير الاستدمار الفرنسي، لم يفوت هذا النجم العربي المتلزم الفرصة، لكي يشدو ويصدح بالجزائر، كعبة الثوار والمجاهدين الأحرار، حيث فضل المطرب اللبناني وليد توفيق، تقديم لعشاقه الحاضرين بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون، بعض من الأغاني التي تغنت بوهرانوالجزائر، كعربون محبة لشعبها المقاوم والثائر، ليختم سهرته ببعض الأغاني القديمة التي سبق وأن أداها في الماضي وهو ما أدخل الفرحة والسرور في نفوس العائلات الوهرانية التي قضت سهرة تاريخية ستبقى في أذهانهم خالدة لعدة سنوات.