*10%من التجار لا يستجيبون لشروط الصحة العمومية *اكتشاف حالتي بريسيلوز تبقى تيارت من الولايات بالجهة الغربية التي يستهلك سكانها حليب البقر بكميات كبيرة نظرا لإنتاج المادة وانتعاش تربية الأبقار المنتجة للحليب بالمنطقة . حيث قدرت الكمية المنتجة بحوالي 700 مليون لتر. و يكثر خلال الصيف الطلب على حليب البقر ومشتقاته من اللبن والزبدة وغيرها من الألبان لتوفرها عبر المحلات لكن العديد من المحلات المتواجدة عبر عاصمة الولاية تيارت أو حتى ببلديات لا يحوز أصحابها على سجلات تجارية فهي عبارة عن مكان لا يتجاوز مساحته 10م2 ويقومون بعرض حليب البقر للبيع بسعر 50دج للتر الواحد كما هناك تجار آخرين يملكون اعتمادات من مديرية التجارة لبيع هذه المادة الواسعة الاستهلاك حيث يقومون باقتناء حليب البقر مباشرة من ملبنة سيدي خالد المتواجدة بالمنطقة الصناعية زعرورة بعاصمة الولاية. كما أن هناك فئة أخرى مالكة لأبقار الحليب يقوم أصحابها بجلب هذه المادة من المزارع و يبيعون المنتوج مباشرة للتجار الذين ينقلونه على متن سياراتهم المصهرجة. الأطباء البياطرة ممن تحدثنا إليهم أكدوا أن حليب البقر الذي يباع حاليا بالمحلات التجارية هو معرض للفساد والتلف بدليل أن المبردات التي توضع فيه هذه المادة قد لا تستجيب للنمط المعمول به من حيث درجة الحفظ لتفادي أية فيروسات أو بكتيريا تتسبب مباشرة في إتلافه ومع ارتفاع درجة الحرارة خلال الصيف تتجاوز أحيانا ال45° فمن المستحيل أن تحافظ هذه المبردات القديمة على قيمة الحليب وسلامته ونكهته. كما أن الحليب الذي ينقل على متن المركبات المصهرجة وتحت درجة حرارة مرتفعة يكون سببا في تعرض الحليب لدرجة حموضة كبيرة قد لا يتفطن إليها المستهلك وقتها ويكون عرضة لتسمم غذائي فالمسؤولية تقع على عاتق ناقل الحليب .وجراء اقتناء المواطن التيارتي للحليب بصفة دائمة و دون أن يتأكد من سلامة الحليب فتجده معرض لأخطار التسممات و الأمراض و من جهة ثانية فمستشفى تيارت ومنذ حلول موسم الصيف يستقبل حالتين في اليوم الواحد لتسممات غذائية حسبما أكده أحد الأطباء من الاستعجالات الطبية الذي أوضح أنه وبعد استجواب المرضى الذين أصيبوا بأعراض التقيؤ والإسهال و الحمى يكشفون عن تناولهم لحليب البقر تم اقتناؤه من محلات تجارية مختصة في بيعه وكذا مشتقاته فالمصابون أوضحوا أنهم تناولوا حليب البقر أثناء الفطور أو في الفترة المسائية وقد أوضح طبيب الاستعجالات أنه ما يوحي بتسمم غذائي هي تلك الأعراض وتصريحات المرضى تؤكد تناولهم لحليب البقر ويرجح حسب الطبيب أن هذا الحليب غير مطابق قد يكون تعرض للاتلاف نتيجة درجة الحرارة المرتفعة أو غير مطابق تماما. * "جيبلي" ترفض حليب فيه تسربات لقاحات مضادة وأكبر الضحايا هم الأطفال و كبار السن وإن تقدم لهم الإسعافات الطبية اللازمة إلا أن الخطر مايزال قائما ويجب تحديد المسؤوليات حسبما جاء به الطبيب فلابد من فرض الرقابة الدائمة على هؤلاء الباعة وإن تطلب الأمر القيام بإتلاف الحليب أو حتى منع بيع هذه المادة السريعة التلف أو تحديد نقاط البيع المعتمدة عبر كامل الولاية.كما أوضح الطبيب البيطري هنيني من المفتشية الولائية للبيطرة أن 10% من ممارسات تجار بيع حليب البقر هي الأخطر على صحة المستهلك ذلك أن العديد من المربين يقومون بالتخلص من حليبهم ببيعه لجهة أخرى و بتواطؤ مع تجار بعد أن ترفضه مؤسسة الحليب ومشتقاته سيدي خالد نتيجة التحاليل المخبرية الدقيقة أن تستقبله بالمؤسسة لعدة أسباب كظهور تسربات للقاحات من الأدوية المضادة التي تظهر في الحليب بعد أن تعطى للبقرة الحلوب أو أن هذا الأخير غير مطابق للاستهلاك وظهور بعض الأمراض كالبريسيلوز ففي هذه السنة تم اكتشاف حالتين فقط مقارنة بالأعوام القليلة الماضية بعد أن تدعمت المفتشية الولائية بمختلف اللقاحات المضادة.فيما يتعمد بعض المربين بخلط الحليب بالماء ترفضه ملبنة سيدي خالد ويباع للتجار الذين يستغلون الفرصة للربح السريع. *تجار يتحايلون و يبيعون حليب الأكياس على أنه حليب بقر وقد أكد البيطري أنه من المفروض ومع ارتفاع درجة الحرارة أن يقوم البائع بالتخلص قبل منتصف النهار من الحليب المتبقي لتفادي الزيادة في الحموضة أو فساده وما يقلق البياطرة كثيرا ليس فقط حليب البقر بل تعدى إلى الزبدة سببا مباشرا في التسمم الغذائي على غرار حليب البقر ففي حال فساد هذه المادة وإن لم يتفطن لها المستهلك قد يتعرض إلى تسمم غذائي و المسؤولية تقع على عاتق الجميع بتكثيف حملات المراقبة من طرف البياطرة و أعوان مديرية التجارة والصحة والمستهلك والمشكل المطروح أكثر أن العديد من المواطنين من يملكون أبقار داخل الإسطبلات أو حتى بالمزارع يقومون ببيع الحليب دون أن تخضع أبقارهم لأي نوع من أنواع اللقاحات وهذا سبب مباشر في ظهور أمراض أخرى مع غياب تام لأي علاج وقائي للأبقار.كما أوضح محدثنا أن 90% من التجار الذين يحوزون على اعتماد رسمي من مديرية التجارة للقيام بهذا النشاط يجلبون الحليب من ملبنة سيدي خالد وهو حليب مبستر يستجيب لكل الشروط المعمول بها كحليب للبقر ويقومون بتفريغه داخل المبردات ويباع على أنه حليب بقر جُلب من المزارع مباشرة بسعر 50دج للتر الواحد .وقد أكد ذات المتحدث أن هذه هي الصيغة التجارية المعمول بها حاليا لدى باعة حليب البقر الرسميين ليس فقط بعاصمة الولاية فقط وإنما ببلديات تيارت .