شهدت ولاية سيدي بلعباس منذ الفاتح جوان الماضي اندلاع عدة حرائق غابية بعدة مناطق تقع بالأخص بالشرق والجنوب الولائي تكبدت من خلالها خسائر معتبرة في الغطاء النباتي بلغت في المجمل 1493 هكتارا نشوب 111 حريقا وهو ما رشحها لاحتلال المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية بجاية التي تصدرت الترتيب في عدد الحرائق والمساحة المحروقة. ولكن رغم هذه الحصيلة الثقيلة في العدد والمساحة إلا أن الحرائق لهذه السنة شهدت تراجعا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية والتي عرفت اندلاع 2474 حريق أتلفت 258 هكتار من الغطاء الأخضر واندلعت كلها في شهر جويلية من سنة 2015 ولكن هذه السنة شهر أوت هو الذي شهد أكثر الحرائق بحيث سجل خلاله نشوب أكثر من 100 حريق غابي. وحسب مسئول من محافظة الغابات فان السبب الرئيسي الكامن وراء اندلاع هذه الحرائق هو الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة الذي شهدته الولاية مؤخرا والرياح الساخنة التي تساعد على زحف ألسنة اللهب واتساع رقعة الحرائق ومنه الى تكبد أكبر الخسائر في الغطاء النباتي. وكانت غابة "القطارنية" الواقعة ببلدية سفيزف الأكثر تضررا بحيث أتى الحريق الذي شب على مستواها منتصف شهر أوت على الأخضر واليابس ودام اخماد هذا الحريق أسبوعا كاملا وذلك بمساعدة أعوان الاطفاء للولايات المجاورة كمعسكر،عين تموشنت وتلمسان. وكان الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات المنصب مؤخرا ببلدية تلاغ جنوب الولاية قد ساهم بشكل فعال في تدعيم القدرات العملياتية لوحدات الحماية المدنية ، واستطاع إخماد 8 حرائق اندلعت منذ 16 أوت الجاري، وذلك نظرا لتوفره على الوسائل المادية والبشرية الهامة في مجال اخماد الحرائق ومن ذلك 53 عون الحماية المدنية بمختلف الرتب و 07 شاحنات للخزان للحرائق الخفيفة-01 شاحنة خزان بسعة 12000 لتر -01 شاحنة خزان الحرائق المتوسطة ذات سعة 4000 لتر-01 سيارة اسعاف طبية-01 سيارة اتصال-01 شاحنة نقل العتاد-01 شاحنة نقل المستخدمين. هذا ودعت الوصاية المواطنين الى التحلي بروح المسؤولية وعدم التسبب في نشوب حرائق على مستوى الغابات من خلال رمي السجائر أو الشواء على مستوى المساحات الخضراء او غير ذلك من الأفعال أو التصرفات الناجمة عن عدم الاحتياط ، الرعونة أو الاهمال،وطالبت بتعاون الجميع وتكاثف الجهود من أجل حماية الثروة الغابية من كل العوامل الخارجية،وهو المخطط الذي انتهجته محافظة الغابات منذ الفاتح من جوان تاريخ انطلاق حملة مكافحة حرائق الغابات التي باتت تكبد كل سنة خسائر جمة في الغطاء النباتي.