أشارت النتائج الاولية للاستفتاء على مصير جنوب السودان إلى تغليب خيار الانفصال بنسبة كبيرة وتوجه الجنوبيين لتشكيل دولة جديدة. ومن المقرر أن تعلن النتائج النهائية في فبراير المقبل، لكن يعتقد على نطاق واسع أن النتيجة النهائية ستكون لصالح الانفصال. وكان السودانيون الجنوبيون المقيمين في اوروبا البالغ عددهم 640 قد صوتوا بنسبة 97 في المئة لصالح الانفصال، حسب النتائج المعلنة. وجرت عملة فرز الأصوات في لندن في قاعة مقابلة لمبنى البرلمان، وأعلن مسؤول الاقتراع النتائج قبل منتصف الليل بقليل، وكانت النتيجة أن 13 شخصا صوتوا لصالح الوحدة بينما صوت 626 شخصا لصالح الانفصال. ويعتبر الاستفتاء أهم بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام الشامل -الموقعة برعاية أمريكية وافريقية- قد أنهت عقدين من الحرب الأهلية في البلاد (1983-2005)، إلا أن العديد من القضايا الخلافية لا تزال معلقة بسبب الخلافات بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب. ومن أبرز هذه القضايا ترسيم الحدود وتقسيم الديون ومنطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط. وكان الاقتراع على مصير جنوب السودان قد بدا في 9 من يناير الجاري وانتهى مساء السبت. يذكر أن مفوضية الاستفتاء اعلنت السبت أن نسبة الاقتراع تجاوزت 80 في المئة من جملة من يحق لهم التصويت والبالغ عددهم أربعة ملايين. وبذلك يمهد الطريق أمام اعتماد نتيجة الاستفتاء، حيث ينص القانون على أن تبلغ نسبة المشاركة 60 في المئة للاعتراف بالنتائج. وكان المواطنون الجنوبيون قد عبروا عن فرحتهم وثقتهم في نتيجة الانفصال منذ بدء عمليات الاقتراع. وكانت فترة الاقتراع في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان قد انتهت الساعة السادسة مساء السبت بتوقيت السودان (. ووصف رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل عملية الاستفتاء، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون السوداني، بأنها إنجاز كبير. وقال خليل في المؤتمر الصحفي في جوبا عاصمة جنوب السودان حتى الأمس بلغ عدد الأشخاص الذين اقترعوا في جنوب السودان ثلاثة ملايين و135 ألفا، وهم يمثلون نحو 83% من الناخبين المسجلين. كما أشار خليل إلى أن 62 ألف شخص شاركوا في الاقتراع في شمال السودان، وهو ما نسبته 53% من المسجلين هناك. وبالنسبة للجنوبيين في الخارج، بلغ عدد المشاركين 55 ألفا وهو ما نسبته 91% من المسجلين خارج البلاد. واعتبر خليل أن هذه النتائج ممتازة بالمعايير الدولية مضيفا عايشت الكثير من الانتخابات في هذا البلد واستطيع أن أقول إن هذا الاقتراع كان الأكثر سلما والأكثر تنظيما والأكثر هدوءا. وردا على سؤال حول النتيجة التي يتوقعها من هذا الاستفتاء، قال في تلميح إلى أن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الانفصال لو كنت سياسيا لعملت بشكل أفضل من أجل الوحدة، لن تحصلوا على شيء من الحياة إذا اعتمدتم على الأمل فقط بل يجب أن تعتمدوا على العمل أيضا.