و في سياق نجاح الكفاح المسلح بولاية البيض المنطقة الثالثة الثورية لاسيما على محاورالأبيض سيدي الشيخ إرتأت الجمهورية بمناسبة الذكرى ال62 لإندلاع الثورة التحريرية تسجيل شهادة احد الأبطال الأشاوس المجاهد بودواية علال الذي استقبلنا في بيته خلال الأسبوع الماضي الكائن بمدينة الأبيض سيدي الشيخ وفي بداية الحديث عن نضاله الثوري إغرورقت عيناه حين استرجعته الذاكرة إلى حقبة الكفاح وتذكر رفقائه الذين سقطوا أمامه في ميدان المعركة بعد مرور حوالي أكثر من 5 عقود عن الاستقلال وعمره الآن يتعدى 76 سنة ويقول السيد المجاهد بودواية (( لن ننسى جرائم المستدمر الفرنسي التي نفذها في حق الشعب الجزائري المجاهد بودواية علال الشيخ إسمه الثوري "علال بن سليمان "كانت مهمته الإتصالات بين القسم والناحية وإلتحق بالثورة سنة 1960 في الناحية الأولى بجبل تامدة ومن رفقائه في المهمات الصعبة خلال الكفاح المسلح منهم احمد بلمخفي (شهيد ) وبلكحل محمد(مجاهد) وسماعي التاج (مجاهد) وأثناء إلتحاقهم بالثورة كان في إستقبالهم الشيخ براجع المدعو "عنتر" وعبدلي بودربالة ويضيف المجاهد بودواية حيث كان يتنقل يوميا مع مسؤول القسم براجع الشيخ وعاشورعبد القادر المدعو "سمغوني " ومعظم نشاطهم بمنطقة جبل تامدة مهمة الإعلام والاتصال من القسم إلى الناحية ثم التنقل إلى الجبال والمراكز حاملين الرسائل والبرقيات "الميساجات " وكذلك القيام بمهمة التموين مع المجاهد مرسلي محمد والمجاهد سومر حمزة حيث باتوا يتنقلون فوق ظهورالإبل إلى الجبال من منطقة الأبيض سيدي الشيخ إلى الصحراء ثم منطقة أم الدناقير واللبيحة والقرارة والبرينيس ..وصولا إلى منطقة "الكُميمات" التي يوجد بها مركز لتنظيم الثورة بالجنوب ومن رفقائه في التموين منهم المجاهد تواز محمود وبلكحل محمد المدعو زعباط ومرسلي محمد وسومر حمزة وبلكحل علية (المنيعة) وبلهداجي أحمد (وهران) وسماعي التاج (غليزان) ومن المسبلين الذين كانوا يقومون بإخراج التموين من منطقة الأبيض سيدي الشيخ منهم سماعي بوعمامة المدعو "القائد "(متوفي ) وعريوة الطاهر (متوفي ) وزاوي الشيخ بن علال (حي ) والعربي بن عامر بن البشير (حي ) وعبد النور الشيخ (متوفي ) ومداني عبد الله (متوفي ) ..ومن أهم المعارك التي شارك فيها المجاهد بودواية حيث سرد أطوار سقوط 8 شهداء بمعركة "الكميمات" جنوب الأبيض سيدي الشيخ في الفاتح جانفي سنة 1962 والشهداء هم عاشور عبد القادر وصدادقة بوشريط وبلعسيري أمحمد وخليفي محمد ولد يغداد وبلمخفي أحمد وريزوقة الشيخ بن قادة وطالب بن الدين رحماني (إداري ) ويقول السيد المجاهدعلال بودواية " كان مع عاشور عبد القادر مسؤول قسم بمكان يدعى جبل تامدة بالمركز وكذلك معهم الشهيد طالب بن الدين يراقب في المراكز منها مركز لخناق الأخضر مع مسؤول مركز المجاهد بوقراطة محمد وبعد ذلك الرجوع إلى جبل تامدة بالمركز الذي يراقبه زاهي الطاهر "بن زغمان " ويقول السيد بودواية (( وتنقلنا من جبل تسمرت إلى جنوب الأبيض سيدي الشيخ ثم نحو الصحراء لمراقبة المراكز وتوزيع التموين وتوصيل الرسائل "السرية" إلى مركز "الكميمات " برفقة المجاهد عاشور وطالب وفي ذلك اليوم وصلنا ليلا إلى هذا المكان وفي الصباح تمركزنا .أما في الليلة الثانية وصلنا خبر هروب عسكري جزائري بحوزته سلاح من نوع ماص 36 وإلتحق بالثوار بمركز "الكميمات" حيث قال له المجاهد عاشور يا السيد بودواية علال لك كل المسؤولية لإقتياد هذا العسكري فقام هذا الأخير بالمهمة حيث مسك به ولم يكن هذا العسكري معروفا لدى كل المجاهدين وبعد التعرف عليه بإسم (م. زواوي ) ومباشرة علمت القوات الفرنسية بالقضية حاصرت المنطقة "الكميمات " للقبض على العسكري الهارب المكان كان يتمركز به 14 مجاهدا بحوزتهم أسلحة خفيفة منهم المجاهد عاشور يحمل بندقة "ستاتي " وبلعسيري أمحمد بندقية صيد وطالب بن الدين بندقية صيد والمتحدث بحوزته قتبلتين واحدة كليموجان للدخان والأخرى قنبلة ذات 40 قطعة + مسدس وفي يوم الفاتح جانفي 1962 بعد صلاة العصر بدأت قوات العدو تتقدم مدججة بالدبابات والطائرات من نوع "الصفيرات" و"لا موراي" من نوع (ب26 ) حيث كان عدد الطائرات وكانت الأرض مكشوفة ما صعب على الثوار المواجهة أمام الأسلحة الثقيلة اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين دامت أكثر من ساعتين خلفت خسائرفي صفوف العدو وفي البداية أصيب بودواية علال بجروح خطيرة في البطن ثم استشهد أمامه رفقائه الثمانية منهم بلمحفي أحمد ويقول محدثنا كان الشهداء والجرحى ملقون أرضا تقدم إليهم حركى وجنود فرنسيون ثم قاموا بحمله(محدثنا) ووضعوه بين الشهيدين عاشور عبد القادر كانت عيناه مفتوحتين وهو يضحك والشهيد جديري الشيخ رأسه ممزق بقوة السلاح الفتاك والكلمة التي لا ينساها السيد بودواية بالرغم من تقدم سنه حين حاصرهم الحركى وجنود العدو قالوا لهم هذا مصيركم إذا أردتم الاستقلال .و نقلوا الجرحى جميعا إلى سجن بشار و ظلوا تحت التعذيب إلى الاستقلال.